تشير الارقام التي داخل النص الى المصادر. عند الضغط عليها سوف تنقلك مباشرة الى موقع خارجي، له سياسات خصوصية واستخدام تخصه. و ليست ضمن مسئوليتنا

مضادات الاكسدة واثرها على صحة الجسد

نسمع الكثير من الحديث عن مضادات الاكسدة. ولكن قد لانعرف الكثير عن ماهية، وعمل مضادات الأكسدة. وقليلا ماتجد من تحدث عنها بشكل مبسط. وفي موضوعنا هذا سنتعرف على اهم ما نحتاج لمعرفته حولها بشكل علمي بسيط يشمل ماهي وكيف تعمل وعن اهميتها بالنسبة لصحة الجسد، ومكافحة المرض.



مضادات الاكسدة

ماهي مضادات الأكسدة

هي ليست عنصرا او مادة معينة، بل وصفا لمجموعة من الجزيئات التي تعمل على تحييد، ودرء اخطار جزيئات الجذور الحرة، والجزيئات غير المستقرة التي يمكن أن تلحق الضرر بالخلايا. فالجذور الحرة هي مركبات يمكن أن تسبب اضرارًا عندما تصل الى مستوياتها عالية جدًا في الجسم. وتشير الدراسات الى ارتباطها بأمراض متعددة، منها مرض السكري، وأمراض القلب، والسرطان.[1]

غالبًا ما يستخدم مصطلح (مضادات الأكسدة) لوصف العناصر الغذائية المختلفة، التي تحتوي على خاصية كيميائية يمكنها تجريد الجذور الحرة من خصائصها الضارة. وهناك العديد من المركبات المضادة للأكسدة. التي تم اكتشافها في العديد من العناصر الغذائية.

يمتلك الجسم القدرة على انتاج دفاعاته المضادة للأكسدة للسيطرة على الجزيئات الغير مستقرة او الجذور الحرة، كما يستمد من مضادات الأكسدة أيضًا الموحودة في الطعام، خصوصا الفواكه، والخضروات، والأطعمة الكاملة الأخرى ذات الأصل النباتي. ايضا هناك العديد من الفيتامينات، مثل فيتامين E و فيتامين C، التي تعتبر من المضادات الفعالة، والقوية.

تعد انواع التوت، والشاي الأخضر، والقهوة، والشوكولاة الداكنة، والأعشاب كالكركم كونها مصادر غنية بمضادات الأكسدة. وتفيد بعض الدراسات، انا قد نحصل علىها من القهوة بشكل يفوق حصولنا عليها من الأطعمة الأخرى كالخضار، والفواكه التي تحتوي على العديد من هذه المضادات، وقد يعود هذا الى عدم تناول الكثير منا سوى القليل من الفواكه، والخضروات. توجد كذلك في منتجات اللحوم، والأسماك، ولكن بدرجة أقل من الفواكه والخضروات.

تضاف مضادات الأكسدة ايضا الى الأغذية المنتجة للمحافظة عليها لفترة اطول. حيث يمكن أن تزيد من الفترة الافتراضية للأطعمة الطبيعية، والمعالجة. منها فيتامين سي الذي غالبا مايضاف إلى الأطعمة المصنعة كمادة حافظة.


كيف تتكون الجذور الحرة وماهي مخاطرها

يتعرض الجسم لما يسمى بالإجهاد التأكسدي. نتيجة عدم التوازن بين الجذور الحرة، ومضادات الأكسدة. حيث يحدث الإجهاد التأكسدي عندما يكون هناك الكثير من الجذور الحرة والكثير من التلف الخلوي. كذلك هي تؤدي أيضًا وظائف مهمة ضرورية للصحة، ولها دور في قدرة الجسم على تحويل الهواء، والغذاء، إلى طاقة كيميائية. تعتبر أيضًا جزءًا مهمًا في جهاز المناعة، حيث تهاجم العدوى.

عندما تتكون الجذور الحرة تكون عبارة عن ذرات مفردة بإلكترونات غير متزاوجة، وحيث ان الإلكترونات تكون في أزواج، تقوم هذه الذرات، التي تسمى الجذور الحرة، بالبحث عن إلكترونات أخرى حتى يصبحوا زوجًا. لذا يمكن أن يحدث تفاعل متسلسل حيث تسحب الجذور الحرة الأولى إلكترونًا من الجزيء، مما يزعزع استقراره ويحوله إلى جذر حر، وهكذا.

قد يؤدي تفاعل الجذور الحرة المتسلسل إلى كسر أغشية الخلايا، والتي يمكن أن تغير ما يدخل الخلية ويخرج منها. حسب كلية هارفارد للصحة العامة، وهو ما قد يؤدي التفاعل المتسلسل إلى تغيير بنية الشحوم، مما يزيد من احتمالية احتباسها في الشريان. كما قد تتحور الجزيئات التالفة وتنمو الأورام. أو قد يؤدي الضرر المتتالي إلى تغيير رمز الحمض النووي.[2]

ترتبط الجذور الحرة بالعديد من الأمراض، بما في ذلك السرطان، وتصلب الشرايين، ومرض الزهايمر، ومرض باركنسون، والكثير من الأمراض الأخرى. كما انه قد يكون لديها صلة بالشيخوخة، والتي تم تعريفها على أنها تراكم تدريجي لأضرار الجذور الحرة. يحتاج الجسم إلى الحفاظ على توازن معين بين الجذور الحرة، ومضادات الأكسدة. وعند اختلال هذا التوازن، قد يؤدي إلى الإجهاد التأكسدي.

الإجهاد التأكسدي

يحدث الإجهاد التأكسدى عند اختلال التوازن بين الجذور الحرة، ومضادت الأكسدة. فالجذور الحرة هي عبارة عن منتجات ثانوية طبيعية للعمليات الكيميائية، منها التمثيل الغذائي. ايضا هناك عوامل عديدة تؤدي الى تكونها مثل:

  • الهواء الملوث، او التلوث البيئي.
  • التعرض للسموم.
  • التدخين.
  • الأوزون.
  • تناول الكحول.
  • ارتفاع مستويات السكر في الدم.
  • الإفراط في تناول الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة.
  • التعرض للإشعاعات، بما فيها حمامات الشمس المفرطة.
  • التعرض للالتهابات.
  • زيادة نسبة بعض المعادن كالحديد أو المغنيسيوم أو النحاس أو الزنك.
  • قلة الأكسجين في الجسم او زيادته.
  • التمرين المكثف طويل الأمد، الذي يؤدي إلى تلف الأنسجة.
  • النقص او الإفراط في تناول مضادات الأكسدة، مثل فيتامين ج وفيتامين هـ.

اعراض الإجهاد التأكسدي

لاتوجد اعراض معينة معترف بها للإجهاد التأكسدى. غير انه هناك أعراض قد تدل على امكانية وجود إجهاد تأكسدي مثل: التعب، والصداع، وحساسية الضوضاء، وفقدان الذاكرة، وضبابية الدماغ، وآلام العضلات، والمفاصل، وظهور التجاعيد، وتحول لون الشعر الى الرمادي، ومشاكل في الرؤية، وانخفاض المناعة.


ماهو دور مضادات الاكسدة

هي تجعل الجذور الحرة تحت السيطرة. فهي تمنع الجذور الحرة من من سحب الإلكترونات من الجزيئات الأخرى والتسبب في تلفها. حيث ان مضادات الأكسدة قادرة على إعطاء هذا الإلكترون الناقص للجذور الحرة عوضا عن فعل الجذور الحرة ذلك من تلقاء نفسها. ما ينتج عن ذلك إيقاف تفاعل سلسلة الجذور الحرة. وكأنها تقوم بتنظيف الجسد من نفايات الجذور الحرة. تشبه في ذلك فهل الألياف التي تنظف الأمعاء من الفضلات. تعمل مضادات الأكسدة على تنظيف نفايات الجذور الحرة في الخلايا.

بشكل مبسط، تقوم مضادات الأكسدة على عكس الجذور الحرة، حيث تحتوي مضادات الأكسدة على إلكترونات إضافية. مايجعلها تمرر إلكتروناتها الزائدة إلى الجذور الحرة، وهو ما يؤدي بالتالي إلى استقرار الجذور الحرة فلا تقوم باتلاف خلايا الجسم وأنسجته للبحث عن الجزي الذي ينقصها. وهكذا تمنع مضادات الأكسدة أو تبطئ الإجهاد التأكسدي، الذي يمنع بدوره ظهور الأمراض الخطيرة.

من مضادات الأكسدة المعروفة مجموعة الكاروتينات ومنها البيتا كاروتين. ايضا منها هناك اللوتين، والريسفيراترول، وفيتامين ج، وفيتامين هـ ،والليكوبين، والعديد من المغذيات النباتية الأخرى.

عادة ما ينتج الجسم بعض مضادات الأكسدة تلقائيا، ولكن بكمية غير كافية. و عندما لايكون هناك توازن بين الجذور الحرة، ومضادات الأكسدة يحدث مايسمى بالإجهاد التأكسدي.


أهمية مضادات الاكسدة للصحة

لقد كشفت البحوث عن ضرر الجذور الحرة ودورها في تصلب الشرايين الذي يتسبب في انسداد الشرايين. كما تم ربطها بالسرطان، وفقدان البصر، والعديد من الحالات المرضية المزمنة الأخرى. فقد أظهرت بعض الدراسات أن الذين يتناولون كميات قليلة من الفواكه، والخضروات الغنية بمضادات الاكسدة، كانوا أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالات المزمنة مقارنة بالذين تناولوا الكثير من تلك الأطعمة.

لقد تمت عدة تجارب سريرية في اختبار تأثير مضادات الأكسدة في شكل مكملات، ومنها بيتا كاروتين وفيتامين هـ ، لمكافحة الأمراض المزمنة. ولقد اظهرت النتائج ان هناك بعض الحماية غير انها اظهرت بعض النتائج السلبية. كما وجدوا ان الإفراط في تناولها بشكل معزول يؤدي الى تأثيرات سامة، وقد يعزز الضرر التأكسدي بدلاً من منعه، في ظاهرة اسموها (مفارقة مضادات الأكسدة).

لم يفهم العلماء تمامًا النتائج المختلطة من التجارب. ولا الآلية الدقيقة التي تجعل مضادات الأكسدة فعالة أو غير فعالة ضد الجذور الحرة. ولكن تشير الدراسات إلى أنه من الأكثر فاعلية، وربما أكثر أمانًا هو الحصول عليها من خلال الأطعمة الكاملة عوضا عن المكملات.

لقد اظهرت بعض الدراسات أن الجرعات العالية من مضادات الأكسدة تمثل خطرا بالغا على الصحة. لذا ينصح معظم المتخصصين الأشخاص بتجنب المكملات ذات الجرعات العالية، حيث لاتزال هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات قبل الوصول إلى استنتاجات قوية. كما اشاروا الى إن تناول الكثير من الأطعمة الكاملة الغنية بمضادات الأكسدة فكرة أفضل بكثير من تناول المكملات. وان أفضل استراتيجية لضمان تناول كمية كافية من مضادات الأكسدة، هي اتباع نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه المختلفة، إلى جانب العادات الصحية الأخرى.


الخلاصة بشأن مضادات الأكسدة

افراط الجذور الحرة قد تسبب الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة بما فيها السرطان، والتدهور المعرفي، وفقدان البصر، وأمراض القلب. وتساهم مضادة للأكسدة في درء خطر إفراط الجذور الحرة، و لايعني هذا ان تناول المكملات المضادة للأكسدة لها تأثير كبير على المرض. حسب الدراسات فإنه حتى الآن النتائج غير حاسمة، ولاينصح بتناول المكملات دون استشارة. في ذات الوقت، تشير الكثير من الأدلة إلى أن تناول الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة الطبيعية، توفر الحماية بشكل طبيعي.

تدل الأبحاث الى ان صحة الجسد تتطلب وجود توازن بين مضادات الاكسدة، والجذور الحرة. وان الإجهاد التأكسدي يحدث في حال ارتفاع نسبة الحذور الحرة، كما يحدث ابضا في حالة فرط مضادات الأكسدة.


حول مضادات الاكسدة

هل تناول المكملات المضادة للأكسدة مفيد للصحة؟

ينصح بعدم تناولها كمكملات دون استشارة اختصاصية. حيث ان فرطها قد يسبب اضرار صحية قد تكون جسيمة.

ماهي الأغذية الغنية بمضادات الاكسدة؟

توجد مضادات الأكسدة في العديد من الأغذية الطبيعية. كالفواكه، والخضروات، منها جميع انواع التوت كالتوت الأزرق، وغيره. والتفاح، والجزر، والبروكلي، والملفوف، والسبانخ، والباذنجان، والبقوليات مثل الفاصوليا الحمراء، أو الفاصوليا السوداء. كما توجد أيضًا في العديد من الأعشاب، والتوابل، منها الشاي الأخضر، والشاي الأسود. والشوكولاتة الداكنة. وكذلك المنتجات المشتقة من النباتات. و عادة، ما يشير وجود اللون إلى وجود مضادات أكسدة معينة في الأغذية.

هل الطهي يؤثر في مضادات الأكسدة.؟

يمكن أن تؤدي درجات حرارة الطهي وطرقه أحيانًا إلى زيادة أو تقليل مستويات مضادات الأكسدة. كما انه ينصح بالإبتعاد عن استخدام القلي.


مواضيع قد تهمك

ماهو طنين الاذن وماهي الاسباب وطرق العلاج

الماء مثلما انه يمنحك الحياة فقد يسلبها منك - التسمم بالماء


المراجع