تشير الارقام التي داخل النص الى المصادر. عند الضغط عليها سوف تنقلك مباشرة الى موقع خارجي، له سياسات خصوصية واستخدام تخصه. و ليست ضمن مسئوليتنا

بدائل السكر الصناعية هل هي آمنة ام انها غير ذلك

بدائل السكر او المحليات الصناعية

ماهو شائع اليوم هو انه إذا كنا نحاول تناول كميات أقل من السكر، فربما نلجأ الى استخدام المحليات الاصطناعية او ما تعرف ببدائل السكر. وقد نعتبر هذه المنتجات طريقة جذابة لخفض محتوى السكر والسعرات الحرارية في انظمتنا الغذائية، خاصة انها تتوفر على نطاق واسع في المنتجات الغذائية المصنعة وفي المتناول على أرفف محلات البقالة. كما تُظهر الاحصاءات أن حوالي 1 من كل 3 أشخاص من المحتمل أن يستخدموا المنتجات الاصطناعية كمحليات للأطعمة والمشروبات.

بدائل السكر تمنحك طعماً حلواً لكنها لا تحتوي على سكر. ويفترض انها تحتوي على سعرات حرارية أقل من السكر، والبعض منها قد لا يحتوي على سعرات حرارية اطلاقا. عادة ما تحتوي الأطعمة التي يشار الى خلوها من السكر، أو انها اغذية كيتو، أو قليلة الكربوهيدرات، أو اغذية الحمية، على بدائل السكر، او المُحليات الصناعية.

تُصنع معظم المُحليات الصناعية، او ما تسمى أيضًا بالمحليات غير الغذائية، من مواد كيميائية في المختبرات. القليل منها قد يصنع من مواد طبيعية مثل الأعشاب. وبعضها يمكن أن تكون أكثر حلاوة تصل إلى 700 مرة من سكر المائدة. يعرف عن هذه المحليات انها لاتحتوي على سعرات حرارية أو سكر، و كذلك لا تحتوي على عناصر غذائية مفيدة مثل الفيتامينات أو الألياف أو المعادن أو مضادات الأكسدة. 

حذرت منظمة الصحة العالمية الناس، واوصت بالحد من تناول بدائل السكر بسبب احتمالية حدوث تأثيرات طويلة المدى غير مرغوب فيها، بما في ذلك اآثارها الضارة على صحة الأمعاء والتمثيل الغذائي. كما صنفت معظم بدائل السكر من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) كمضافات غذائية. منها الأسبارتام، والسكرالوز، والسكرين، وغيرها. فما قصة هذه المحليات الصناعية، هل هي أفضل بالنسبة لك من السكر وهل هي آمنة حقاً ام انها قد تهدد الصحة؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال الاسطر التالية.[1]


ما هي بدائل السكر الصناعية؟

المُحليات الصناعية هي إضافات تعتبرغذائية بديلة للسكر. تتم صناعتها كيميائيا بالجمع بين جزيئات مختلفة في المختبر، وغالبًا ما تكون أكثر حلاوة بمئات المرات من السكر. كما توصف على انها عكس السكر، فهي لا توفر أي سعرات حرارية أو طاقة للجسم، حيث يذكر انه لا يتم تكسيرها بواسطة الجهاز الهضمي.

جل انواعها اكتشفت بالصدفة اثناء تحضير مركبات معينة في المختبرات، على سبيل المثال تم اكتشاف السكرين عرضيا في عام 1879 من قبل اثنين من علماء جامعة جونز هوبكنز عندما تذوق (فاهلبيرج) بعض المركب الحلو على يده أثناء تطوير مشتقات قطران الفحم. كما تم اكتشاف سيكلامات، وهو بديل آخر للسكر، في عام 1937 من قبل مايكل سفيدا، الطالب في جامعة إلينوي، في صدفة مشابهة عندما  تذوق شيئًا حلوًا عن طريق الخطأ أثناء استراحته وكان يعمل على تحضير دواء خافض للحرارة. ايضا اكتشف جيمس شلاتر، الكيميائي البحثي في (GD Searle and Company)، الأسبارتام في عام 1965 أثناء تطوير دواء جديد مضاد للقرحة. السكرالوز اكتشف في عام 1976 عندما ربط الباحثون جزيئات السكروز والكلور جزيئيًا، وقد أخطأ أحد الباحثين في الاتجاه وتذوق المركب عن طريق الخطأ بدلاً من اختباره، فوجده حلوا. تبدو اكتشافات بدائل السكر مثيرة للعجب فأكثرها بالصدفة اثناء بحث ما على مادة كيميائية.[2]

الانواع الشائعة من بدائل السكر

هناك أنواع عديدة من المُحليات الصناعية، غير انه ليست جميعها مُعتمدة للاستخدام في جميع البلدان. وتشمل أكثرها شيوعًا الأسبارتام، والسكرالوز، والسكرين، والنيوتام، وأسيسولفام البوتاسيوم.

الأسبارتام. يسوق تحت الأسماء التجارية (NutraSweet)  أو (Equal) أو (Sugar Twin)، وهو اكثر حلاوة من سكر المائدة بمائتين مرة.

اسيسولفام البوتاسيوم. معروف باسم (acesulfame K)، ويفوق حلاوة سكر المائدة 200 مرة. يعرف انه مناسب للطهي والخبز ويسوق تحت الأسماء التجارية (Sunnet) أو (Sweet One).

أدفانتام. هذا النوع من المحليات يفوق حلاه سكر المائدة بـ 20000 مرة، ويعتبر مناسباً للطبخ والخبز.

ملح الأسبارتام-أسيسولفام. اسمه التجاري (Twinsweet)، وهو أحلى 350 مرة من سكر المائدة.

سيكلامات. استخدم السيكلامات، في الطهي والخبز، و قد تم حظره في الولايات المتحدة منذ عام 1970.  وهو أحلى 50 مرة من سكر المائدة. 

نيوتام. يسوق هذا المُحلي بالاسم التجاري(Newtame)، يفوق حلاه السكر العادي بـ 13000 مرة ويعتبر مناسباً للطهي والخبز.

نيوهيسبيريدين. يعتبر مناسب للطبخ والخبز والخلط مع الأطعمة الحمضية. إنه أحلى بـ 340 مرة من سكر المائدة، وهو غير معتمد للاستخدام في الولايات المتحدة.

سكرين. يباع في الاسواق تحت الأسماء التجارية (Sweet’N Low) أو (Sweet Twin) أو (Necta Sweet)، السكرين يعتبر من اقدم بدائل السكر، وهو أكثر حلاوة بـ  700 مرة من سكر المائدة.

سكرالوز. يفوق حلى السكر العادي بـ  600 مرة، يعد مناسب للطبخ والخبز والخلط مع الأطعمة الحمضية. يباع تحت الاسم التجاري (Splenda).


مخاطر بدائل السكر او المحليات الصناعية

تعد المحليات الصناعية هي الخيار الوحيد التقليدي للأشخاص الذين يعانون من السكر في الدم أو الوزن. غير ان بعض الخبراء يعتقدون أن المحليات الصناعية تشكل خطراً صحياً، يتراوح من زيادة الوزن إلى السرطان. لكن الأبحاث حول هذا الأمر لاتزال مستمرة، وجل الدراسات السابقة التي تُظهر المخاطر الصحية أجريت على الحيوانات، وليس البشر. هناك بعض الدراسات التي أجريت على الأشخاص تظهر أن هذه المنتجات آمنة بشكل عام إذا لم يتم استهلاك أكثر من المدخول اليومي المقبول لكل منها. الدراسات تكاد تكون مضطربة لكن هناك شبه تأكيد على ان بدائل السكر قد تشكل خطرا على الصحة.

ذكر في موقع الأخبار الصحية من كلية الطب بجامعة هارفارد فيما يخص صحة القلب. ان هناك دراسة كبيرة وجدت صلة محتملة بين المحليات الصناعية وزيادة خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية ومشاكل القلب والأوعية الدموية[3][4]

يذكر انه في درجات الحرارة المرتفعة، قد يتحلل السكرالوز -(وهو احد المحليات الشائعة)- وينتج مواد ضارة يمكن أن تسهم في تطور السرطان. حيث ذكرت دراسة واحدة عام 2010 أن تسخين السكرالوز بالجلسرين، وهو مركب موجود في جزيئات الدهون، ينتج مواد ضارة تسمى كلوروبروبانول. هذه المواد قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان. لكن هناك حاجة إلى مزيد من البحوث.[5]

من جهة اخرى ذكرت جمعية السرطان الأمريكية إنه لا يوجد دليل واضح على أن هذه المحليات، بالمستويات التي يستهلكها الإنسان عادة، تسبب السرطان.

ذكر في (الواشنطون بوست) ان إحدى الدراسات الدقيقة التي قادتها شركة السويس في معهد وايزمان للعلوم مع الباحث عيران إليناف نظرت في ما حدث عندما تم إعطاء الناس الأسبارتام أو السكرين أو الستيفيا أو السكرالوز بكميات أقل بكثير من المخصصات اليومية لإدارة الغذاء والدواء. ووجدت الدراسة أن هذه المحليات تسببت في تغيرات في كل من وظيفة وتكوين ميكروبيومات أمعاء المشاركين، ومجتمعات البكتيريا والفيروسات والفطريات التي تعيش في الأمعاء.[6]

كما أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران أن استهلاك السكرالوز لمدة 6 أشهر أدى إلى خلل في توازن ميكروبيوم الأمعاء وزيادة الالتهاب.[7]

في تجربة سريرية نُشرت في JAMA Network Open، وجد الباحثون أن شرب المشروبات التي تحتوي على السكرالوز يزيد من الرغبة الشديدة في تناول الطعام لدى النساء والأشخاص الذين يعانون من السمنة ويؤدي بالنساء إلى تناول كميات أكبر من الطعام في وجباتهم التالية.

الخلاصة

هناك العديد من الاخبار والدراسات التي قد تشير الى ان هناك ما يمكن ان يشكل خطرا على الصحة من بدائل السكر، ولكن مايجعلها مختلطة وغير واضحة هو وجود انواع عديدة من بدائل السكر. كما ان هناك دراسات عديدة غير مؤكدة ومتضاربة. مايعني ان اكثر بدائل السكر لم تثبت سلامتها بعد وخير دليل هو ما يقال عنها هنا وهناك.[8]


موضوع ذو صلة

السكر ليس حلوا كما نعتقد (نظام غذائي خال السكر)



المراجع