لقد تم ربط نقص فيتامين د بالعديد من الإضطرابات الصحية، حيث يعتبر عنصرًا بالغ الأهمية في الحفاظ على كثافة العظام والوقاية من الهشاشة، وله دور كبير في مناعة الجسم، و يكافح مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة. ونقصه يؤدي الى اضطرابات صحية عديده، نظرا لدوره المهم جدا والمؤثر في الوظائف الحيوية للجسم. فنقصه يجعلك أكثر عرضة للعدوى والاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والأمراض العقلية، كاضطرابات المزاج و الإكتئاب، ومشاكل السمنة، وهشاشة العظام، واضطراب المناعة، وضغط الدم، السكري، والتصلب المتعدد، والإلتهابات، وبعض انواع السرطان مثل سرطان القولون، والثدي، والبروستاتا. [1]
محتويات الموضوع
على الرغم من انه نادرًا ما نصل الى مستويات عالية بشكل خطير من فيتامين د، في الوضع العادي، ولكن قد يحدث ذلك جراء تناول جرعات تكميلية عالية دون استشارة طبية. يمكن ان تؤدي زيادته إلى بعض الأعراض كالإرتباك، والإكتئاب، ومشاكل الجهاز الهضمي كالإمساك، والغثيان، ايضا الصداع، والشعور بالعطش، وقد نشعر بحرقان البول. حيث ان زيادته، ترفع من مستويات الكالسيوم في الدم، مما يسبب فرط كالسيوم الدم. ماينتج عنه تلك الأعراض.
ماهو فيتامين د؟
قبل ان نتطرق لإعراض واسباب نقص فيتامين د. نتعرف بإختصار على هذا الفيتامين. فيتامين د / D هو هرمون مؤيد، او طليعي، ولكنه يعرف من الفيتامينات، يصنعه الجسم من خلال عملية كيميائية، بعد التعرض لأشعة الشمس. ويمر بتحولات عديدة من خلال مروره بالكبد ثم الكلى، ليتحول الى المادة النشطه (الكالسيتريول).
هو فيتامين يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم والفوسفور والاحتفاظ بهما. وكلاهما ضروري لبناء العظام. كما تحتوي العديد من أعضاء وأنسجة الجسم على مستقبلات لفيتامين د، مما يشير إلى أدوار مهمة تتجاوز صحة العظام.
يعتبر فيتامين د مادة مغذية نتناولها وهرمون تصنعه أجسامنا. يعرف أيضًا باسم (كالسيفيرول)، و هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون ويوجد بشكل طبيعي في عدد قليل من الأطعمة، ويضاف إلى أطعمة أخرى، ومتوفر كمكمل غذائي. كما يتم إنتاجه داخليًا عندما تضرب الأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن ضوء الشمس الجلد وتحفز تخليق فيتامين د.
تحتوي بعض الأطعمة بشكل طبيعي على فيتامين د، على الرغم من أن بعض الأطعمة مدعمة بالفيتامين. بالنسبة لمعظم الناس، فإن أفضل طريقة للحصول على ما يكفي من فيتامين د هي تناول المكملات الغذائية لأنه من الصعب تناول ما يكفي من خلال الطعام.
تتوفر مكملات فيتامين د في شكلين: فيتامين د2 (إرغوكالسيفيرول) أو (ما قبل فيتامين د) وفيتامين د3 (كوليكالسيفيرول). كلاهما أيضًا من الأشكال الطبيعية التي يتم إنتاجها في وجود أشعة الشمس فوق البنفسجية (UVB). يتم إنتاج D2 في النباتات والفطريات وD3 في الحيوانات، بما في ذلك البشر.
نسبة الاحتياج اليومي
تقدرالنسبة الموصى بها للبالغين من عمر 19 عامًا فما فوق (600 وحدة دولية) او (15 ميكروجرام) يوميًا للرجال والنساء، وللبالغين الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا، تبلغ (800 وحدة دولية) او (20 ميكروجرام) يوميًا.
يعتبر الحد الأقصى للاستهلاك اليومي الذي من غير المرجح أن يسبب آثارًا ضارة على الصحة، هو 4000 وحدة دولية (100 ميكروغرام) للبالغين والأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 9 سنوات.
اسباب نقص فيتامين د
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي الى نقص هذا الفيتامين، منها اسباب مرضية، مثل التليف الكيسي، وداء كرون، والأمراض المتعلقة بالجهاز الهضمي، كأمراض المعدة. حيث تعيق مثل هذه الأمراض من امتصاص الفيتامين. ايضا امراض الكلى والكبد، قد تقلل هذه الأمراض من الأنزيمات اللازمة لتشكيل فيتامين (د).[2]
قد تؤدي السمنة المفرطة الى نقص الفيتامين في الجسم، حيث ان الخلايا الدهنية تعيق الفيتامين من الأنطلاق. ومن الأسباب البيئية والظرفية التي قد تؤدي الى نقص فيتامين(D)، مثل التقدم في العمر، العيش في بيئة بعيدة عن الشمس، وقد يؤثر لون البشرة الداكن في الحصول على الفيتامين اثناء التعرض للشمس، ايضا كذلك عند طلاء الجلد بالمستحضرات.
هناك اسباب اخرى، مثل النظام الغذائي السيئ، والتدخين، وتناول بعض العقاقير، مثل مضادات الحموضة، والمسهلات، والأدوية المضادة للكوليسترول، مثل (مثل كوليسترامين وكوليستيبول)، ادوية النوبات والصرع مثل ( الفينوباربيتال والفينيتوين). وادوية السل مثل (ريفامبين). وادوية التخسيس، والمنشطات.
اعراض نقص فيتامين د (D) وعلاماته
كما هو معروف انه بسبب النقص الحاد لهذا الفيتامين، يصاب الاطفال بمرض الكساح، وهو اضطراب في نمو العظام والعضلات، وآلام في العظام، وتشوهات مفصلية، والتهابات. ايضا هناك اعراض، وامراض اخرى قد تصيب الجسم نتيجة نقص فيتامين د. مثل:
- الشعور بالتعب والإعياء: قد تكون هناك اسباب عديدة للتعب، ولكنه ايضا هو احد اعراض نقص فيتامين د، وقد يصاحب ذلك فرط النوم .
- آلام العظام، والعضلات: قد تكون آلام العظام وخاصة عظام اسفل الظهر، عرضا من اعراض نقص فيتامين d. كذلك الم الأرجل، والأضلع، والمفاصل.
- الإكتئاب، وتقلبات المزاج: تشير عدة دراسات الى ارتباط نقص فيتامين د بحالة الإكتئاب والتغيرات المزاجية، خصوصا في الفئات العمرية المتقدمة. قد يكون شعورك بالإستياء نتيجة نقص هذا الفيتامين.
- العدوى، وبطء التئام الجروح: التعرض للعدوى، والإصابة المستمرة بنزلات البرد، او الإلتهابات، وضعف المناعة، وعدم التئام الجروح بشكل سريع.
- تساقط الشعر: هناك ارتباط بين نقص فيتامين d، وتساقط الشعر، او الإصابة ببعض امراض الشعر كالثعلبة. كما افادت بعض الدراسات.
الطريقة الآمنة لتناول مكملات فيتامين د
إن تناول مكملات فيتامين د بشكل صحيح يضمن امتصاص الجسم لها واستخدامها بشكل فعال. إليك الطريقة التي قد تعتبر آمنه عند تناول فيتامين D والتي يجب عليك دراستها مع الاخصائي:
- اختر الشكل الصحيح: تأتي مكملات فيتامين د في شكلين رئيسيين: د2 (إرغوكالسيفيرول) ود3 (كوليكالسيفيرول). فيتامين د3 أكثر فعالية بشكل عام في رفع مستوياته في مجرى الدم والحفاظ عليها.
- تناوله مع الطعام: فيتامين د قابل للذوبان في الدهون، مما يعني أنه يذوب في الدهون ويتم امتصاصه بشكل أفضل عند تناوله مع وجبة تحتوي على دهون صحية. تشمل الأمثلة الأفوكادو أو المكسرات أو البذور أو زيت الزيتون.
- التوقيت مهم:
- الصباح أو منتصف النهار: يفضل العديد من الأشخاص تناول فيتامين د في وقت مبكر من اليوم لتجنب التدخل المحتمل في النوم، على الرغم من أن الأبحاث حول هذا الأمر محدودة.
- الاتساق هو المفتاح: تناول المكمل في نفس الوقت يوميًا لبناء عادة.
- الجرعة:
- اتبع توصيات طبيبك بناءً على مستويات فيتامين د في الدم.
- للإرشادات العامة، فإن الجرعة اليومية الموصى بها (RDA) لمعظم البالغين هي 600-800 وحدة دولية، على الرغم من أنه قد يتم وصف جرعات أعلى لنقص فيتامين د.
- تجنب الجرعة الزائدة: يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول فيتامين د إلى التسمم، مما يسبب أعراضًا مثل الغثيان والضعف وتلف الكلى. لا تتجاوز 4000 وحدة دولية يوميًا دون إشراف طبي.
- فكر في الجمع مع العناصر الغذائية الأخرى:
- الكالسيوم: يعمل بشكل تآزري مع فيتامين د لصحة العظام.
- المغنيسيوم: يساعد في تنشيط فيتامين د لاستخدامه في الجسم.
- فيتامين ك2: يوجه الكالسيوم إلى العظام والأسنان، مما يقلل من خطر تكلس الشرايين.
- راقب المستويات: إذا كنت تتناول مكملات غذائية لفترة طويلة، فإن إجراء فحوصات دم دورية يمكن أن يساعد في ضمان بقاء مستوياتك ضمن نطاق صحي (30-50 نانوجرام/مل لمعظم الأفراد).
- أشعة الشمس: على الرغم من أن المكملات الغذائية تساعد، فإن ضوء الشمس الطبيعي هو مصدر رئيسي لفيتامين د. حاول قضاء 10-30 دقيقة في الشمس عدة مرات في الأسبوع، حسب نوع بشرتك وموقعها.
استشر دائمًا مقدم الرعاية الصحية قبل البدء في أي نظام جديد للمكملات الغذائية سواء فيتامين د او غيره.
خلاصة
يعتبر نقص فيتامين د مشكلة صحية شائعة لها آثار كبيرة على الصحة العامة. إن فهم الأسباب الرئيسية، مثل التعرض المحدود لأشعة الشمس، وعدم تناول كميات كافية من الغذاء، وبعض الحالات الطبية، هو المفتاح لمعالجة هذه المشكلة بشكل فعال. إن التعرف على الأعراض، من التعب وآلام العظام إلى المضاعفات الأكثر شدة مثل ضعف المناعة، يسمح بالتشخيص والتدخل في الوقت المناسب.
إن إدارة مستويات فيتامين د بشكل استباقي من خلال اتباع نظام غذائي متوازن، والتعرض لأشعة الشمس بشكل معقول، والمكملات الغذائية عند الضرورة يمكن أن يساعد في منع النقص والمخاطر المرتبطة به. تعتبر الفحوصات الصحية المنتظمة والمناقشات مع مقدم الرعاية الصحية أمرًا بالغ الأهمية لضمان مستويات مثالية والحفاظ على الصحة على المدى الطويل. من خلال اتخاذ هذه الخطوات، يمكنك حماية جسمك من تحديات نقص فيتامين د والتمتع بحياة أكثر صحة وحيوية.