الدوار المفاجئ: أسبابه الصحية وأفضل الطرق للسيطرة عليه

يُعد الدوار من الأعراض الشائعة التي قد تُثير القلق، حيث يُشعر المصاب بفقدان التوازن أو دوران المكان من حوله. قد يكون الدوار عارضًا مؤقتًا بسبب الإرهاق أو الجفاف، لكنه في بعض الحالات قد يشير إلى مشكلة صحية كامنة تستدعي الانتباه. تتعدد أسباب الدوار بين اضطرابات الأذن الداخلية، وانخفاض ضغط الدم، ونقص التغذية، وحتى بعض المشكلات العصبية.

في هذا المقال، سنتعرف على الأسباب المحتملة للدوار، وطرق تشخيصه، وأفضل الطرق الفعالة لعلاجه والوقاية منه، حتى تتمكن من استعادة توازنك وحياتك اليومية بكل راحة وثقة.

ماهو الدوار

الدوار هو شعور مفاجئ بفقدان التوازن وكأن البيئة المحيطة تدور أو تتحرك من حولك، مما قد يسبب الإحساس بعدم الاستقرار والارتباك. يعد هذا الإحساس مزعجًا ومقلقًا، وقد يسبب الفزع عند حدوثه لأول مرة. يمكن أن يظهر الدوار بشكل مفاجئ أو يكون مرتبطًا بظروف معينة، مثل ركوب وسائل النقل البحرية أو البرية، أو التواجد في الأماكن المرتفعة.

يعتبر الدوار مشكلة شائعة يعاني منها العديد من الأشخاص خلال حياتهم، حيث تشير الإحصائيات إلى أن نسبة كبيرة من الناس يمرون بنوبة دوار واحدة على الأقل. على الرغم من أن الدوار يمكن أن يحدث في أي سن، إلا أنه أكثر شيوعًا بين كبار السن، خاصة فوق عمر 65 عامًا. كما أن النساء أكثر عرضة للإصابة به مقارنة بالرجال، ويرتبط أحيانًا بالحمل لدى بعض النساء بسبب التغيرات الهرمونية وتأثيرها على الدورة الدموية.

على الرغم من أن كلًا من الدوخة والدوار يتعلقان بمشكلات التوازن، إلا أنهما ليسا متشابهين تمامًا. الدوخة تعني الشعور بعدم التوازن والارتباك دون الإحساس بحركة الأشياء من حولك، وقد تؤدي أحيانًا إلى السقوط، لكنها لا تسبب الغثيان عادة. أما الدوار فيشعرك وكأنك أنت أو العالم المحيط بك يتحرك أو يدور، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بالغثيان أو حتى التقيؤ في بعض الحالات.

أهمية فهم الدوار

فهم الفرق بين الدوخة والدوار يساعد في تحديد السبب المحتمل للمشكلة، مما يسهل إيجاد الحلول المناسبة للعلاج والتخلص من هذا الشعور المزعج.[1][National Library of Medicine]الدوار
هذا الرابط سوف ينقلك الى موقع خارجي له سياسة خصوصية وشروط خاصة

انواع الدوار

أنواع الدوار وأسبابه وعوامل الخطر

الدوار ليس مرضًا في حد ذاته، ولكنه عرض لحالات مرضية مختلفة تؤثر على التوازن. يمكن أن ينشأ الدوار نتيجة لمشاكل في الأذن الداخلية، أو الجهاز العصبي المركزي، أو حتى اضطرابات الدورة الدموية. وهناك نوعان رئيسيان من الدوار، هما الدوار المحيطي والدوار المركزي، لكل منهما أسبابه وأعراضه الخاصة.

1. الدوار المحيطي

يحدث الدوار المحيطي عندما يكون هناك اضطراب في الأذن الداخلية أو العصب الدهليزي، وهو العصب المسؤول عن إرسال إشارات التوازن من الأذن الداخلية إلى الدماغ. يعد هذا النوع الأكثر شيوعًا من الدوار، وغالبًا ما يكون مرتبطًا بحركة الرأس أو اضطرابات الأذن الداخلية.

أسباب الدوار المحيطي

  • دوار الوضعية الانتيابي الحميد (BPPV):
    يحدث عند تحرك بلورات الكالسيوم داخل الأذن الداخلية، مما يؤدي إلى نوبات دوار قصيرة عند تغيير وضعية الرأس، مثل الاستلقاء أو الجلوس أو التقلب في الفراش.
  • الأدوية السامة للأذن:
    بعض المضادات الحيوية (مثل الأمينوغليكوزيد)، وأدوية العلاج الكيميائي (مثل سيسبلاتين)، ومدرات البول، وبعض المسكنات مثل الساليسيلات، قد تؤثر على الأذن الداخلية وتسبب الدوار.
  • مرض مينيير:
    يحدث بسبب تراكم السوائل في الأذن الداخلية، مما يؤدي إلى نوبات مفاجئة من الدوار، ويصاحبها طنين في الأذن، وضعف في السمع، والشعور بامتلاء الأذن.
  • التهاب تيه الأذن:
    عدوى تصيب الأذن الداخلية، وتسبب الدوار، وطنين الأذن، والصداع، وألم الأذن، وتغيرات في الرؤية.
  • التهاب العصب الدهليزي:
    يحدث عندما يصاب العصب الدهليزي بعدوى فيروسية، مما يؤدي إلى نوبات شديدة من الدوار مع الغثيان وصعوبة التوازن.
  • الورم الصفراوي:
    نمو غير طبيعي لأنسجة الجلد في الأذن الوسطى بسبب التهابات متكررة، مما يؤدي إلى فقدان السمع والدوار.
  • إصابات الرأس:
    قد تؤدي الصدمات إلى اضطراب وظائف الأذن الداخلية، مما يسبب الدوار.
  • الحمل:
    بعض النساء يعانين من الدوار بسبب التغيرات الهرمونية وانخفاض ضغط الدم أثناء الحمل.

أعراض الدوار المحيطي

  • فقدان التوازن وصعوبة تركيز النظر.
  • طنين في الأذنين.
  • فقدان السمع في إحدى الأذنين.
  • التعرق الشديد.
  • الغثيان أو القيء.

2. الدوار المركزي

يحدث الدوار المركزي نتيجة لمشاكل في الدماغ، مثل الإصابات، أو الالتهابات، أو السكتات الدماغية، أو الأورام، مما يؤثر على قدرة الدماغ على معالجة إشارات التوازن بشكل صحيح.

أسباب الدوار المركزي

  • أمراض الأوعية الدموية:
    قد يؤدي ضعف تدفق الدم إلى الدماغ إلى نوبات دوار متكررة.
  • الأدوية:
    بعض العقاقير مثل مضادات الاختلاج، والأسبيرين، والكحول قد تسبب الدوار.
  • التصلب المتعدد (MS):
    مرض مناعي ذاتي يؤثر على الجهاز العصبي المركزي، وقد يؤدي إلى اضطراب التوازن والشعور بالدوار.
  • السكتة الدماغية:
    عندما يحدث انسداد أو نزيف في أحد الأوعية الدموية في الدماغ، قد يتسبب ذلك في الدوار مع أعراض عصبية أخرى مثل ضعف الأطراف أو عدم وضوح الرؤية.
  • الأورام الدماغية:
    يمكن أن تؤدي الأورام سواء السرطانية أو الحميدة إلى الضغط على الأعصاب المسؤولة عن التوازن، مما يسبب الدوار.
  • الصداع النصفي الدهليزي:
    نوع من الصداع النصفي يصاحبه نوبات دوار تستمر لدقائق أو ساعات.

أعراض الدوار المركزي

  • ازدواجية الرؤية.
  • صعوبة في البلع.
  • ضعف أو شلل في عضلات الوجه.
  • مشاكل في تحريك العينين.
  • عدم وضوح الكلام.
  • ضعف في الأطراف.

نوع جديد من الدوار: اكتشف الباحثون نوعًا حديثًا من الدوار يسمى “الدوار التلقائي المتكرر مع رأرأة هز الرأس” (RSV-HSN)، والذي تم ذكره في مجلة Neurology كإحدى الظواهر غير الشائعة.

عوامل الخطر الأخرى للدوار

بالإضافة إلى الأسباب المذكورة، هناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر التعرض لنوبات الدوار، مثل:

  • عدم انتظام ضربات القلب: قد يسبب ضعف تدفق الدم إلى الدماغ، مما يؤدي إلى الدوار.
  • داء السكري: قد يؤثر على الأوعية الدموية والأعصاب، مما يؤدي إلى مشكلات في التوازن.
  • الراحة في الفراش لفترات طويلة: يمكن أن يؤدي ذلك إلى ضعف العضلات واضطرابات التوازن.
  • القوباء المنطقية في الأذن: قد تسبب التهابات تؤثر على العصب السمعي، مما يؤدي إلى الدوار.
  • جراحة الأذن: بعض العمليات الجراحية قد تؤثر على التوازن مؤقتًا.
  • تسرب سائل الأذن الداخلية (الناسور البريليمفاوي): قد يحدث عندما يتسرب السائل إلى الأذن الوسطى، مما يسبب الدوار.
  • فرط التهوية: التنفس السريع أو القلق الشديد قد يؤدي إلى الشعور بالدوار.
  • انخفاض ضغط الدم الانتصابي: يحدث عندما ينخفض ضغط الدم عند الوقوف فجأة، مما يؤدي إلى الشعور بالدوار.
  • مرض الزهري: قد يسبب التهابات تؤثر على الجهاز العصبي والتوازن.
  • تصلب الأذن: نمو غير طبيعي للعظام في الأذن الوسطى، مما يؤثر على السمع والتوازن.
  • أمراض الدماغ والتصلب اللويحي: قد تؤدي هذه الحالات إلى اضطرابات التوازن والشعور بالدوار.

طرق فعالة لتخفيف أعراض الدوار

عند التعرض لنوبات الدوار، من المهم اتخاذ بعض التدابير التي يمكن أن تقلل من حدته وتساعد في تجنب السقوط أو تفاقم الأعراض.[2][Everyday Health]العلاجات المنزلية والعلاجات التكاملية للدوار
هذا الرابط سوف ينقلك الى موقع خارجي له سياسة خصوصية وشروط خاصة
فيما يلي بعض الخطوات المفيدة للتعامل مع الدوار بفعالية:

1. استراتيجيات يومية للحد من الدوار

  • تحريك الرأس ببطء وحذر: عند ممارسة الأنشطة اليومية، حاول تحريك رأسك ببطء لتجنب تحفيز نوبات الدوار.
  • الجلوس أو الاستلقاء فور الشعور بالدوار: اجلس بهدوء أو استلقِ في غرفة مظلمة وهادئة لتخفيف الشعور بالدوران.
  • تغيير وضعية الجسم ببطء: إذا شعرت بالدوار عند تغيير الوضعية، قم بذلك بهدوء لتقليل تأثير الحركة على توازنك.
  • استخدام عصا المشي: في حالات الدوار الشديد، قد يكون من المفيد استخدام عصا مشي للمساعدة على الحفاظ على التوازن وتجنب السقوط.
  • رفع الرأس أثناء النوم: استخدم وسادتين أو أكثر لرفع رأسك قليلاً أثناء النوم، مما قد يساعد في تقليل الدوار أثناء الليل.
  • الاستيقاظ التدريجي من السرير: عند النهوض، اجلس أولًا على حافة السرير لبضع ثوان قبل الوقوف ببطء.
  • تجنب الحركات المفاجئة: لا تميل لالتقاط الأشياء بالانحناء السريع، بل اجلس ثم التقطها لتجنب فقدان التوازن.
  • عدم مد العنق للنظر إلى الأعلى: تجنب النظر إلى رفوف عالية أو الأسقف لفترات طويلة لتفادي تحفيز الدوار.

2. التخفيف من القلق والتوتر

😌 الاسترخاء والتعامل مع القلق: القلق والتوتر يمكن أن يزيدا من شدة الدوار. حاول ممارسة تمارين التنفس العميق أو التأمل لتخفيف التوتر وتحسين التوازن.

3. العلاجات الطبيعية والبديلة

  • مناورة إيبيلي (Epley Maneuver):
    تُستخدم هذه المناورة لعلاج دوار الوضعية الانتيابي الحميد (BPPV)، وهي عبارة عن سلسلة من الحركات التي تساعد في إعادة بلورات الكالسيوم في الأذن الداخلية إلى أماكنها الطبيعية، مما يقلل من الدوار بشكل فعال.
  • العلاج الغذائي:
    بعض الأشخاص يجدون أن تعديل نظامهم الغذائي يمكن أن يساعد في تقليل نوبات الدوار، خاصة عند التخلص من:
  • الأطعمة المالحة (تقلل احتباس السوائل في الأذن الداخلية).
  • الأطعمة الغنية بالسكر.
  • المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي.

كيف تتصرف عند الشعور بالدوار؟

  • تحرك ببطء وتجنب الحركات المفاجئة.
  • اجلس أو استلقِ في مكان هادئ ومظلم.
  • استخدم وسائد إضافية أثناء النوم.
  • تجنب القلق والتوتر، ومارس تمارين الاسترخاء.
  • جرب تغيير نظامك الغذائي إذا كنت تعاني من نوبات متكررة.
  • استشر الطبيب إذا استمر الدوار لفترات طويلة أو كان مصحوبًا بأعراض أخرى مثل فقدان السمع أو الإغماء.

اسئلة شائعة حول الد

هل التوتر يسبب الدوار.؟

الإجهاد، والتوتر قد لا يسبب الدوار بشكل مباشر، ولكن يمكن أن يساهم في ضعف الأذن الداخلية. وهذا يمكن أن يؤدي إلى نوبات الدوار لدى بعض الناس.

هل يعتبرالدوار حالة خطيرة.؟

يمكن أن يكون الدوار مخيفًا ولكن لاتمثل الحالة نفسها خطرا. ولكنها يمكن أن ترتبط بحالة صحية خطيرة احيانا. لذا يجب معرفة السبب إذا كنت تعاني من نوبات دوار متكررة أو طويلة الأمد.

ما هو الفرق بين الدوار والدوخة؟

الدوار هو الشعور بأن العالم يدور من حولك أو أنك تتحرك رغم ثباتك، وقد يكون مصحوبًا بالغثيان أو فقدان التوازن. أما الدوخة فهي شعور عام بعدم التوازن أو خفة الرأس، لكنها لا تسبب الإحساس بالدوران.

كيف يمكن التخلص من الدوار بسرعة؟

للتخفيف السريع من الدوار، يُنصح بالجلوس أو الاستلقاء في مكان هادئ، وتجنب الحركات السريعة، وشرب كمية كافية من الماء. في حالات دوار الوضعة الانتيابي الحميد، يمكن تجربة مناورة إيبيلي لإعادة توازن الأذن الداخلية.

متى يكون الدوار مؤشرًا لحالة خطيرة؟

إذا كان الدوار مصحوبًا بأعراض مثل صعوبة في التحدث، ضعف في الأطراف، ازدواجية الرؤية، أو فقدان مفاجئ للوعي، فقد يكون مؤشرًا لحالة طبية خطيرة مثل السكتة الدماغية، ويجب طلب المساعدة الطبية فورًا.

هل يمكن أن يكون الدوار ناتجًا عن نقص الفيتامينات؟

نعم، نقص فيتامين B12 قد يسبب الدوار بسبب تأثيره على صحة الأعصاب والدورة الدموية. كما أن نقص الحديد يمكن أن يؤدي إلى فقر الدم، مما قد يسبب الشعور بالدوخة أو الدوار.

هل توجد تمارين لعلاج الدوار؟

نعم، تمارين مثل تمرين براندت-داروف ومناورة سيمونت ومناورة فوستر تساعد في إعادة توازن الأذن الداخلية وتقليل نوبات الدوار، خاصة عند المصابين بـ BPPV.

خاتمة

يمثل الدوار أحد الأعراض المهمة والمزعجة في كثير من الأحيان والتي تتطلب تقييمًا شاملاً لتحديد أسبابه الأساسية. تعتمد استراتيجيات الإدارة الفعالة على التشخيص الدقيق، والذي قد يتضمن معالجة اضطرابات الأذن الداخلية، أو مشاكل القلب والأوعية الدموية، أو الحالات العصبية. يمكن للتدخلات السريعة والمناسبة أن تخفف بشكل كبير من تأثير الدوار، مما يحسن نوعية حياة المرضى.

التقييم المبدئي للدوار
Initial Evaluation of Vertigo

دوار الوضعة الانتيابي الحميد: نظرة عامة
Benign paroxysmal positional vertigo: Overview

مرض منيير
Meniere's disease

التهاب تيه الأذن
Labyrinthitis

التهاب العصب الدهليزي
Vestibular Neuronitis

الورم الحبيبي الكوليسترول الكبير في الأذن الوسطى يتآكل في الحفرة القحفية الوسطى
Large Cholesterol Granuloma of the Middle Ear Eroding into the Middle Cranial Fossa

الكوليسترول الحبيبي
Cholesterol Granuloma

الاضطرابات المرتبطة بالدوار
Vertigo-associated disorders

الدوار المركزي
Central Vertigo

الدوار المركزي والدوخة: علم الأوبئة والتشخيص التفريقي والأسباب الشائعة
Central vertigo and dizziness: epidemiology, differential diagnosis, and common causes

دوار عفوي متكرر مع رعشة اهتزازية في الرأس بين النوبات
Recurrent spontaneous vertigo with interictal headshaking nystagmus

الدوار
Vertigo

علاج إعادة التأهيل الدهليزي (VRT)
VESTIBULAR REHABILITATION THERAPY (VRT)

تشير الارقام التي داخل النص الى بعض المصادر. عند الضغط عليها سوف تنقلك مباشرة الى موقع خارجي له سياسات خصوصية واستخدام تخصه. و ليست ضمن مسئوليتنا.

تنويه المعلومات الواردة في هذا المقال لاتتعدى ان تكون معلومات ثقافية فقط نحسبها من مصادر موثوقة. نحن لانقدم مشورات تخص الصحة سواءا طبية او علاجية، او ندعي صحة المعلومات الواردة في هذا المقال. ننصح القارئ، ونحمله مسئولية التحري عن صحة المعلومات الموردة هنا، ووجوب العودة لذوي الاختصاص في التعاطي مع اي منها. كذلك لانؤيد او نوصي بأي منتج يظهر على الموقع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *