اورام الرحم الليفية: الاسباب والعلاج الطبيعي

اورام الرحم الليفية يمكن أن تصاب بها النساء لسنوات ولا يعرفن ذلك. علاوة على ذلك ، يمكن أن يتقلص الورم الليفي ويختفي دون أي علاج. قد يوصي طبيبك بالعلاج إذا كانت الأورام الليفية تسبب لك الألم أو تتعارض مع نوعية حياتك. 

تحدثنا في مقال سابق عن ماهي اورام الرحم الليفية، تطرقنا فيها للأسباب والاعراض وعرفنا ان الأورام الليفية  تسبب أعراضًا دائمًا حسب مكانها وشدتها، وانها لا تتطلب علاجًا دائمًا. سوف نتطرق هنا الى اهم الاساليب العلاجية الطبيعية، بما في ذلك تغيير نمط الحياة الصحي والتغييرات الغذائية والعلاجات العشبية. هنا نستكشف أفضل العلاجات الطبيعية لأورام الرحم الليفية.

نظرة في اسباب اورام الرحم الليفية

عادة ماتكون الاسباب هي التي تدلنا على العلاج في اي شي اوكما قيل ( اذا عرف السبب بطل العجب ) غير ان مانحن بصدد الحديث عنه وهي اورام الرحم الليفية فقد ارتبط فيها العجب بالسبب. فلم يصل الباحثون الى سبب واضح لتكون اورام الرحم الليفية. لكنهم بشكل عام يتهمون مشاكل عدم التوازن الهرموني بذلك خصوصا هرموني (الاستروجين والبروجسترون).[1]

تأثير الهرمونات على صحة المرأة

فيما يخص الهرمونات بطبيعة الحال، تمر النساء بعدة مراحل من عدم التوازن الهرموني في حياتهن، بما في ذلك خلال فترة البلوغ والحيض والحمل والولادة والرضاعة الطبيعية وانقطاع الطمث وما بعد انقطاع الطمث. نظرًا لأن النساء لديهن أعضاء ودورات غدد صماء مختلفة، فإنهن أكثر عرضة من الرجال للإصابة بأنواع مختلفة من اضطرابات عدم التوازن الهرموني.

يحدث خلل تنظيم الهرمونات عندما يتم إفراز كمية كبيرة جدًا أو قليلة من الهرمون بواسطة نظام الغدد الصماء. في النساء، يمكن أن تسبب الاختلالات الهرمونية أو تفاقم الأعراض مثل الأرق أو الهبات الساخنة أو تقلبات المزاج أو القلق أو الاكتئاب.

إذا كان التوازن معطلاً، فقد يظهر في مجموعة متنوعة من الأعراض مثل الدورات الشهرية الشديدة أو غير المنتظمة، بما في ذلك الدورات الضائعة، أو توقف الدورة الشهرية أو تكرارها، أو كثرة الشعر (كثرة شعر الوجه أو الجسم)، حب الشباب، إلخ.

دور الهرمونات المهم في الصحة

الهرمونات عبارة عن مواد كيميائية يتم إنتاجها داخل الجسم وترسلها إلى جميع أنحاء الجسم للمساعدة في تنظيم نمو الجسم والتحكم فيه. وتلعب دورًا كبيرًا في العديد من وظائفنا اليومية ان لم يكن جميعها.

تؤثر الهرمونات على كل شيء من سكر الدم إلى ضغط الدم والنمو والخصوبة والدافع الجنسي والتمثيل الغذائي وحتى النوم. يمتد تأثيرهم إلى حد تغيير الطريقة التي نفكر بها ونتصرف بها يومًا بعد يوم. ليس هناك شك في أن الهرمونات مؤثرة بقوة على صحتنا.

صور اشعة لأورام الرحم الليفية

علاج اورام الرحم الليفية

في كثير من الحالات ، تتقلص اورام الرحم الليفية وتختفي دون علاج. ومع ذلك، إذا كان الشخص يعاني من أعراض مزعجة أو شديدة، فقد يوصي الطبيب بالعلاج، والذي يشمل الادوية أو الجراحة.

يمكن لبعض الأدوية أن تقلص حجم الورم الليفي، ولكنها غالبًا ما تؤدي إلى آثار جانبية ضارة. لهذا السبب، يصف الأطباء عادة الأدوية فقط للاستخدام قصير المدى أو للتحضير لعملية جراحية.

حتى الآن هناك دراسات قليلة تؤكد ما إذا كانت التغييرات في النظام الغذائي أو استخدام العناصر العشبية يمكن أن تساعد في علاج الورم الليفي أو منع الإصابة بها.

تشير بعض الابحاث الى دور محتمل للنظام الغذائي والطب التكميلي أو البديل في علاج تلك الأورام. وخلصت إلى أن هناك بعض الأطعمة قد تقلل من خطر الإصابة، واخرى قد يزيد من المخاطر. كما أنه لم يتم التأكيد ما إذا كانت الأدوية العشبية يمكن أن تساعد. حيث يستشهد معظمها بأبحاث من مزارع الخلايا أو الحيوانات. هذا يعني أن الباحثين لا يعرفون ما إذا كانت العلاجات سيكون لها نفس التأثيرات على البشر.

يعتقد بعض الخبراء أن بعض التغييرات في نمط الحياة يمكن أن تعزز نوعية حياة الشخص وتساعد في تحسين بعض الأعراض المرتبطة بالأورام الليفية، مثل فترات الألم والاكتئاب. تشمل هذه التغييرات اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضية بانتظام واستخدام بعض تقنيات الاسترخاء.

ينطلق العلماء في محاولة علاج او الحد منها بشكل طبيعي من خلال دعم الصحة العامة للجسم، ويكون هذا  بمحاولة موازنة الهرمونات و اتباع النظام الغذائي الصحي الذي يساعد بشكل مباشر على تلك الموازنة، ودعم الصحة العامة.

اليك مايوصي به للحد من اورام الرحم الليفية او تفاديها ويمكن ان يؤدي الى انهاء المعاناة منها:

1. اتباع النظام الغذائي الصحي

تشير بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يتناولون نظامًا غذائيًا غنيًا باللحوم الحمراء والأطعمة الغنية بالطاقة، وهي أطعمة تحتوي على الكثير من السعرات الحرارية والدهون والسكر، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بتلك الأورام . قد يساعد استبدال اللحوم الحمراء مثل لحم البقر أو الغنم باللحوم البيضاء كلحم الدجاج أو الديك الرومي. يمكن أن تؤدي الكميات الكبيرة من اللحوم الحمراء إلى جانب الأطعمة المحملة بالسعرات الحرارية إلى الإصابة. 

تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم، خصوصا الأطعمة المعبأة والمعالجة. تجنب الكحول ايضا، والتدخين. بدلًا من تناول الكربوهيدرات المكررة والسكريات والدهون المشبعة، اختر الأطعمة الصحية. أحد أفضل الأنظمة الغذائية التي يجب اتباعها عند محاولة تعزيز الصحة والقضاء على اورام الرحم الليفية هو نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي. حمية البحر الأبيض المتوسط مليئة بالخضروات الطازجة والمطبوخة والبقوليات والأسماك الغنية بأوميجا 3 والفواكه الطازجة. يمكن أن يساعد اتباع هذا النظام الغذائي جسمك على الشفاء، وتقليل الالتهاب الجهازي، وتعزيز صحة الرحم، وبالتالي تقليل الأورام أو القضاء عليها.

اعشاب وعناصر غذائية اضفها الى نظامك الغذائي:

  • الكركم – يحتوي الكركم على خصائص مضادة للالتهابات يمكن أن تساعد في تخفيف الآم مع تقليل الحجم أو التخلص تمامًا من ورام الرحم الليفية. يمكن إضافة هذه التوابل اللذيذة إلى أطباقك المفضلة، أو يمكنك تناول مكمل الكركم للمساعدة في العلاج.
  • فيتامين د – قد يساعد فيتامين د في تقليل خطر الإصابة بنسبة 32 في المائة، وفقًا للمركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية. هناك العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها زيادة مستويات فيتامين د، بما في ذلك الجلوس في الهواء الطلق تحت أشعة الشمس دون واقي من الشمس لمدة 15 إلى 20 دقيقة، وتناول صفار البيض، والأسماك الدهنية (الماكريل ، والتونة ، والسلمون).
  • الثوم – الثوم مليء بالعناصر الغذائية التي تساعد على توازن الهرمونات. هذه العشبة القوية لها خصائص مضادة للأكسدة لإزالة السموم من تجويف الحوض وأنسجة المبيض والرحم لمنع وعكس نمو الورم الليفي.
  • الشاي الأخضر –  يعتبر الشاي الاخضر من العناصر المليئة بالعديد من مضادات الأكسدة المختلفة التي يمكن أن تساعد في إبطاء نمو الورم الليفي. تعمل مضادات الأكسدة هذه عن طريق تقليل الالتهاب وخفض مستويات الإستروجين. يمكن أن يساعد شرب الشاي الأخضر في تقليل ألاعراض، بما في ذلك انخفاض الحديد والالتهاب الجهازي وزيادة مستويات الهرمونات.
  • الليمون – يحتوي عصير الليمون على حمض الستريك الذي يمكن أن يساعد في تقليل اورام الرحم الليفية. 

2. تجنب المواد الكيميائية

 يمكن للمواد الكيميائية الطبيعية والاصطناعية أن تعطل نظام الغدد الصماء لديك، مما يؤدي إلى زيادة مستويات هرمون الاستروجين. يمكن للمواد الكيميائية أن تدخل جسمك من خلال الأطعمة التي تتناولها والماء الذي تشربه ومن خلال بشرتك. تشمل بعض المواد الكيميائية الأكثر شيوعًا التي تعطل مستويات الهرمونات لديك وتزيد من احتمالية الإصابة باورام الرحم الليفية، الأصباغ والأسمدة ومثبطات الحريق وطلاء أواني الطهي غير اللاصقة والطلاء ومنتجات العناية الشخصية والمبيدات الحشرية والبلاستيك.

3. تجنب زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم

تشير الأبحاث أن النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم أكثر هن اكثر عرضة للإصابة بالأورام الليفية. هناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها للمساعدة في خفض ضغط الدم، وبالتالي تقليل خطر الإصابة.

هل تعلم أن الوزن الزائد أو السمنة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالورم الليفي، حيث تنتج الخلايا الدهنية هرمون الاستروجين. لهذا يمكن أن يساعد فقدان الوزن في تقليل كمية الإستروجين في مجرى الدم، مما قد يساعد في إبطاء أو منع نموها.

4. اشياء اخرى قد تساعد

ممارسة الرياضة البدنية، ورياضات الاسترخاء لها فوائد عديدة على الصحة. من الجيد ممارسة مثل هذه الرياضات للحد من اورام الرحم الليفية.

اذا كان هناك الم، يمكن أن يساعد وضع ضغط دافئ أو أخذ حمام دافئ على الاسترخاء وتخفيف الألم بشكل طبيعي. عند وضع الكمادات الدافئة، لا تضع الكمادة مباشرة على بشرتك. استخدم قطعة قماش أو منشفة للحماية من الحروق.

ان اهتمامنا بصحتنا العامة يرفع من مناعة الجسم، وبالتالي يدرأ عنا الكثير من الامراض بما فيها اورام الرحم الليفية.

خلاصة

إن خيارات علاج اورام الرحم الليفية الطبيعي يوفر بدائل واعدة للطرق التقليدية. فمن خلال التركيز على الأساليب الشاملة وتغييرات نمط الحياة، يمكن لمن تم تشخيص إصابتهم استكشاف العديد من العلاجات التي تهدف إلى تخفيف الأعراض وتعزيز الصحة العامة. من التعديلات الغذائية إلى المكملات العشبية وتقنيات العقل والجسم، توفر هذه العلاجات الطبيعية فوائد محتملة دون المخاطر المرتبطة بالإجراءات الجراحية. ومع ذلك، فمن الضروري استشارة أخصائي الرعاية الصحية قبل البدء في أي نظام علاج طبيعي لضمان التوجيه الشخصي وتحديد مدى ملاءمة هذه الأساليب بناءً على الظروف الفردية.

طب الغدد الصماء من الأورام الليفية الرحمية: هرمونات الستيرويد ، والخلايا الجذعية ، والمساهمة الجينية
Endocrinology of Uterine Fibroids: Steroid Hormones, Stem Cells, and Genetic Contribution

المواد الكيميائية المسببة لاضطرابات الغدد الصماء والأورام الليفية الرحمية
Endocrine-disrupting chemicals and uterine fibroids

انتشار الهرمونات الجنسية وخطر الإصابة بالأورام الليفية الرحمية: دراسة صحة المرأة عبر الأمة (SWAN)
Circulating Sex Hormones and Risk of Uterine Fibroids: Study of Women's Health Across the Nation (SWAN)

استخدام المواد الكيميائية النباتية الغذائية لاستهداف الالتهاب والتليف والتكاثر وتكوين الأوعية في أنسجة الرحم: خيارات واعدة للوقاية من الأورام الليفية الرحمية وعلاجها؟
Use of dietary phytochemicals to target inflammation, fibrosis, proliferation, and angiogenesis in uterine tissues: Promising options for prevention and treatment of uterine fibroids?

علاج الأورام الليفية الرحمية المصحوبة بأعراض بمستخلص الشاي الأخضر: دراسة سريرية عشوائية خاضعة للرقابة
Treatment of symptomatic uterine fibroids with green tea extract: a pilot randomized controlled clinical study

خطر الإصابة بورم عضلي أملس الرحم فيما يتعلق باستهلاك التبغ والكحول والكافيين في دراسة صحة المرأة السوداء
Risk of uterine leiomyomata in relation to tobacco, alcohol and caffeine consumption in the Black Women’s Health Study

تناول الفاكهة والخضروات والكاروتينات فيما يتعلق بخطر الإصابة بورم عضلي أملس في الرحم
Intake of fruit, vegetables, and carotenoids in relation to risk of uterine leiomyomata

تأثير مستخلصات الثوم على الغلوتامات أحادية الصوديوم (MSG) المستحثة بالألياف في فئران ويستار
Effect of Garlic Extracts on Monosodium Glutamate (MSG) Induced Fibroid in Wistar Rats

تأثير الغلوتامات أحادية الصوديوم على مستويات الإستروجين والبروجسترون في الدم في إناث الجرذان والوقاية من هذا التأثير مع الديلتيازيم
Effect of monosodium glutamate on the serum estrogen and progesterone levels in female rat and prevention of this effect with diltiazem.

فيتامين د وخطر الإصابة بالأورام الليفية الرحمية
Vitamin d and the risk of uterine fibroids

تشير الارقام التي داخل النص الى بعض المصادر. عند الضغط عليها سوف تنقلك مباشرة الى موقع خارجي له سياسات خصوصية واستخدام تخصه. و ليست ضمن مسئوليتنا.

تنويه المعلومات الواردة في هذا المقال لاتتعدى ان تكون معلومات ثقافية فقط نحسبها من مصادر موثوقة. نحن لانقدم مشورات تخص الصحة سواءا طبية او علاجية، او ندعي صحة المعلومات الواردة في هذا المقال. ننصح القارئ، ونحمله مسئولية التحري عن صحة المعلومات الموردة هنا، ووجوب العودة لذوي الاختصاص في التعاطي مع اي منها. كذلك لانؤيد او نوصي بأي منتج يظهر على الموقع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *