بداية. من المهم ان نعرف ان هناك تشابه بين الأعراض في حالة نقص حمض المعدة، وبين حالة زيادته. وغالبا ما يتم التشخيص بأن هناك زيادة في حمض المعدة، وقد يكون نقصا. وهذا مايعتقده الكثيرين عادة. بسبب تشابه الأعراض. وهذا الخطأ في التشخيص قد يؤدي الى آثار غير جيدة على الصحة، حيث يتم اختيار العلاج على اساس التشخيص. لذا يجب عدم تشخيصك للحالة بنفسك اعتمادا على الاعراض. دون التأكد بالرجوع الى مختص في هذا الامر.
محتويات الموضوع
ان شعورك بحموضة المعدة. قد لاينم عن ارتفاع الحمض. بل قد يكون بسبب نقصانه، عليك الانتباه الى ذلك حتى لا تعرض معدتك الى مشاكل اخرى غير جيدة. ومن المؤسف ان المفهوم السائد عند الكثيرين عندما يشعر ببعض اعراض الحموضة، كحرقان المرئ مثلا او ارتجاع المعدة. يظن ان لديه زيادة في حمض المعدة، وغالبا مايكون هذا الاعتقاد خاطئا. خصوصا ان هناك تشابه شديد بين الاعراض. وما يزيد الامر سوءا ان مضادات الحموضة في متناول اليد، ونستخدمها دون استشارة طبية.
ماهو حمض المعدة؟
حمض المعدة، هو المسؤول الأول في الجهاز الهضمي عن هضم الطعام، وتكسيره. عند تناول الطعام، والقيام بعملية مضغه في الفم. يتم خلال ذلك إفراز بعض الإنزيمات في اللعاب، ثم ينتقل الطعام إلى المعدة، عبر المرئ، وهي عملية البلع. واثناء ذلك يتم تحضير الحمض داخل المعدة، حيث يقوم بعمليات عديدة، اثناء تقليب الطعام في المعدة وخلطه، كأن يقوم بتفتيت الاجزاء الصلبة من الطعام، ويكسر البروتينات، ويحفز افراز انزيم الببسين، والمساعدة في استخلاص العناصر الغذائية.[1]
كما يؤدي حمض المعدة الى التحفيز على إفراز الإنزيمات الهاضمة الأخرى التي تنتج عبر الصفراء، والكبد، والبنكرياس. حتى يسهل عملية امتصاص العناصر الغذائية. كل هذا يكون خلال عمليات طويلة ومعقدة، وتحتاج الى طاقة وفيرة.
عند حدوث خلل في حمض المعدة يؤدي الى النقص او الزيادة يعود هذا الأمر بآثار خطيرة على الصحة. من الطبيعي أن يكون المستوى للأس الهيدروجيني السليم لحمض الهيدروكلوريك داخل المعدة بين 1-3. اما إذا وصل الأس الهيدروجيني للحمض الى مستويات اعلى من 3 فهذا يدل على نقص الحموضة في المعدة. وذلك له عواقب وخيمة على الصحة العامة للجسم. كما ويؤدي انخفاض مستوى حموضة المعدة إلى إعاقة امتصاص العناصر الغذائية، وحدوث مشاكل عديده في الجهاز الهضمي.[2]
أسباب نقص حمض المعدة او (حموضة المعدة)
1. التقدم في العمر: قد تكون الشيخوخة من الأسباب الأكثر شيوعا لحدوث نقص حمض المعدة، خاصة لمن تعدت اعمارهم 60 عاما.
2. إستخدام بعض العقاقير الطبية: عند إستخدام بعض الأدوية كالمضادات لفترات طويلة، وخاصة أدوية و مضادات الحموضة. يؤدي الى حدوث النقص في الحمض.
3. الضغط العصبي: قد يؤدي القلق و الإجهاد العصبي المزمن الى نقص حمض المعدة.
4. الإصابات البكتيرية: مثل بكتيريا (Helicobacter pylori) او الملوية البوابية. يمكن أن تؤدي الى انخفاض مستويات حمض المعدة، وقرحة المعدة.[4]
5. نقص الزنك: الزنك من العناصر الضرورية لإنتاج حمض المعدة، نقصه قد يؤدي بالتالي الى نقص حمض المعدة.
6. جراحة المعدة: قد تؤدي بعض جراحات المعدة، مثل جراحة المجازة المعدية، وغيرها من الجراحات، الى نقص افراز الحمض.
7. تناول السكريات: الإفراط في تناول الأغذية التي تحتوي على السكريات، قد تؤدي الى نقص حمض المعدة.
اعراض نقص حمض المعدة
قبل أن نتطرق الى اهم الاعراض التي تنم عن نقصان حموضة المعدة. نود أن نشير الى امر غاية في الأهمية. وهو أن ارتجاع المريء. او الشعور بالحرقة، ليس شرطا ان يكون بسبب الزيادة في حمض المعدة. حيث ان هذا العرض يحدث نتيجة وصول الحمض إلى المرئ. بسبب خلل ما في عضلة الصمام الذي يفصل بينه وبين المعدة.
يجب ان نعلم ان عرض ارتجاع المرئ، هو عرض قد يحدث في كلتا الحالتين، سواء كان الحمض مرتفعا، او كان منخفضا. وقد يكون حدوثه بسبب نقص حمض المعدة هو الاقرب منه في إرتفاعه. خصوصا إذا ما اخذنا في الإعتبار أن من آليات حمض المعدة الطبيعي هو تحفيز عضلة الصمام على الإنقباض.
غالبا مايشخص البعض حالته بنفسه، وقد يعتقد ان هذه الاعراض بسبب زيادة حمض المعدة لديه. فيلجأ مباشرة لإستخدام مضادات الحموضة دون إستشارة طبيه. وهذا خطأ فادح. نظرا لخطورة عقاقير مثل مضادات الحموضة.
قد يكون مثل هذا التصرف، كما اسلفنا نتيجة للإعتقاد السائد لدى الكثيرين، بأن الشعور بالحموضة، وارتجاع المرئ، هو بسبب إرتفاع في حموضة المعدة. غير ان هذا قد لايكون صحيحا. وما يؤسف له حقيقة، ان هذا الإعتقاد يقع فيه بعض الأطباء، غير ذوي الخبرة او عديمي الاهتمام.
يجب معرفة الحالة بشكل صحيح. باللجوء الى مختص جيد في مثل هذه الحالات. مع شرح كل الأعراض التي تشعر بها للطبيب، والحرص على إجراء الفحوصات اللازمة لذلك. يجب ان نعي خطورة تناول مضادات او ادوية الحموضة، دون إستشارة طبيه موثوقه.
أهم اعراض نقص حمض المعدة
هناك العديد من اعراض نقص حمض المعدة. التي تتشابه بعض منها مع اعراض زيادتها. وغالبا مايتم تشخيصها بشكل معاكس. منها على سبيل المثال حرقان المري، او الشعور بالحموضة في المعدة. وما يجعل هذين العرضين يظهران في حالة نقص الحمض هو بسبب الغازات التي تظهر عرضا يشابه عرض حموضة المعدة. اليك اعراض نقص حموضة المعدة، علما ان بعضا منها يظهر بشكل واضح في حالة النقص الحاد او ما يسمى ( الكلور هيدريا ):
- الحموضة، وحرقان المرئ.
- مشكلة في هضم اللحوم، او عدم تقبلها.
- الغازات والشعور بالانتفاخ بعد الأكل، والتجشؤ.
- قد تشعر برغبة تناول الطعام رغم عدم الشعور بالجوع.
- رائحة الفم الكريهة.
- عدوى بكتيرية في الجهاز المعوي.
- الحساسية الغذائية .
- عسر الهضم، والتلبك المعوي.
- قد تصاب بالغثيان عند تناول المكملات.
- حدوث فقر الدم نتيجة فقدان العديد من العناصر الغذائية.
- مشاكل في الجلد والأظافر.
- الإصابة بمتلازمة الأمعاء المتسربة. او ارتشاح الامعاء.
- خروج بعض الطعام غير المهضوم في البراز.
- تساقط الشعر عند النساء.
- المشاكل العصبية. كاضطراب الرؤية، والوخز، والتنميل.
خلاصة
يمكن أن يؤدي نقص حمض المعدة الى آثار كبيرة على صحة الجهاز الهضمي للشخص وعافيته بشكل عام. إن فهم أعراضه، والتي قد تشمل الانتفاخ وعسر الهضم ونقص المغذيات، إلى جانب أسبابه المحتملة مثل العمر أو الإجهاد أو استخدام بعض الأدوية، أمر بالغ الأهمية للتشخيص والعلاج الفعال. يجب على المتخصصين في الرعاية الصحية أن يكونوا يقظين في التعرف على هذه العلامات وتقديم التدخلات المناسبة للتخفيف من المخاطر المرتبطة بنقص الكلورهيدريا.