جدوى التمارين الرياضية في انقاص الوزن

فيما يخص انقاص الوزن، قد يعتقد الكثيرين أن التمرين هو النظام الاجدى، و الأساسي الذي يساعد في فقدان الوزن. وهذا الإعتقاد ناتج ربما عن مفهوم خاطئ لنهج التناسب بين السعرات الحرارية الداخلة والسعرات الحرارية الخارجة.

ماعرفناه أنه يتعين علينا الاستمرار في حرق ما نأكله وكلما زاد حرقنا وتعرقنا، زادت نسبة فقدان الوزن. وهذا المفهوم تم التركيز عليه من قبل مجموعة من التطبيقات، ومنظري اللياقة البدنية، والمشاهير، والمؤثرين الذين قاموا بنشر عدد لا يحصى من التدريبات الروتينية في انقاص الوزن. التي اكتسبت شعبية. ورسخت لدى الكثيرين ان التمارين الرياضية قد تجدي نفعا في انقاص الوزن، وانها هي الطريق الامثل لخسران الوزن. وساد الإعتقاد الى أنه يمكن حرق الوزن الزائد بأعجوبة في جهاز المشي في اليوم التالي.

التمارين الرياضية إحدى منافذ الحرق

لاشك ان النشاط البدني، بما فيه التمارين الرياضية مفيد لصحة القلب، والعقل، والجسم، فهو يساعد في الحفاظ على الصحة، كما ويساعد أيضًا في الحفاظ على وزن صحي. و لكن، عندما يتعلق الأمر بفقدان الوزن، فيجب أن ننظر إليه على حقيقته.

في حقيقة الامر أن التمرين وحده يكاد يكون عديم الفائدة في فقدان الوزن.!؟. فممارسة الرياضة ليست المفتاح لفقدان الوزن. لعدة اعتبارات. وهي:

اولا تقول الأبحاث التي أجراها العديد من كبار خبراء السمنة، وخبراء التغذية. أنه بينما نحصل على 100 في المائة من طاقتنا من الطعام، يمكننا فقط بشكل واقعي حرق 10 إلى 30 % منه من خلال ممارسة الرياضة البدنية. فالتمارين الرياضية لا تمثل سوى جزء بسيط من حرق السعرات الحرارية اليومية.

تمارين رياضية

في الواقع ، هناك العديد من مجالات إنفاق الطاقة في أجسامنا فمعظم الناس لا يأخذون في الحسبان السعرات الحرارية التي يتم انفاقها من خلال الأنشطة اليومية الأخرى. فأجسامنا تستخدم السعرات الحرارية أثناء العمل اليومي، على سبيل المثال فالتنظيف، أو القراءة، والتنفس، والدورة الدموية، وتنظيم درجة حرارة الجسم والهضم، وغيرها من العمليات الحيوية تستهلك الطاقة. والتمارين الرياضية هي احدها. لذا علينا أن نفهم أن التدريبات القوية لا تمثل سوى جزء صغير من إجمالي إنفاقنا للطاقة.[1]

الامر او الاعتبار التالي هو انه يمكن أن يكون للتمرين الجاد تأثيرات مختلفة، وغاليا ماتكون عكسية على العديد من ألاشخاص، على سبيل المثال، قد ينغمس بعض الأشخاص فيما يعرف بالسلوك التعويضي. و يحدث هذا عندما يشعر الأشخاص الذين مارسوا التمارين الشاقة بالجوع ويأكلون أكثر لإشباع جوعهم، وهو ما يعني المزيد من السعرات الحرارية التي تبطل أي فائدة للتمرين. فالبعض قد يبالغون في تقدير السعرات الحرارية التي أحرقوها وينغمسون في الطعام بشكل آلي. نتاج الطرق الطبيعية لإجسادنا للتعويض دون وعي عن السعرات الحرارية التي أحرقناها.

لانعني هنا ان التمارين الرياضية لاتنفع في فقدان الوزن، عندما تؤخذ على انها احد منافذ الحرق، ولكن نقول انها ليست نظاما لفقدان الوزن، وهناك فرق. بإختصار فإن الرياضة مهمة للحفاض على الوزن، والصحة.[2]

النهج الغذائي هو الأجدى في انقاص الوزن

تعتبر زيادة الوزن وفقدان الوزن من العمليات المعقدة التي تتضمن مجموعة من العوامل مثل الوراثة ونمط الحياة، والعلامات البيئية، ومكونات النظام الغذائي، وما إلى ذلك. فلا يوجد نهج واحد يناسب الجميع. هذا هو السبب في تعدد الطرق والبرامج في فقدان الوزن. وتناقضها او عكسها بعد بضعة أشهر أولية من النجاح. هذا حيث أنه لا يزال من غير الواضح ما هي آثار برامج إنقاص الوزن على الأشخاص المختلفين.

النظام الغذائي هو النهج الأكثر أهمية في جميع السيناريوهات المتعلقة بتخفيف الوزن. وما نأكله وكم نأكل له تأثير أكبر على فقدان الوزن مما نتخيله. بالتالي ، بالنسبة لأولئك الذين يتطلعون إلى انقاص الوزن، والوصول الى النقص المهم في السعرات الحرارية، ليس هناك أفضل من إجراء تعديلات معقولة على الأنظمة الغذائية مثل تقليل الكربوهيدرات المكررة، وتقليل السكريات، وزيادة تناول الفواكه والخضروات. فإن تغيير ما نأكله، ومقداره هو الطريقة الوحيدة للتخلص من تلك الكيلوغرامات الزائدة وبدء رحلة نحو الصحة.

التوازن في الطاقة

ليس هناك افضل من النظام الغذائي الذي يهتم بالدقة في نسبة الطاقة المدخلة، والمخرجة. في مسألة انقاص الوزن، ايا كان هذا النظام.[3]

في مسألة انقاص الوزن فإن طريقة تناول الطعام، وكميته ونوعيته لابد ان تتناسب بشكل جيد مع نمط العيش الذي نعيشه. فقد لايجدي نفعا اي نظام غذائي لايبنى على نمط العيش. فعندما نختار نظاما غذائيا لإنقاص الوزن لابد من الأحاطة بأمور متعددة مثل الصحة، والتعرف على العناصر الغذائية التي نحتاجها، ومدى ارتباطها بأسلوبنا الحياتي الذي نعيشه.

خلاصة

إن دور التمارين الرياضية كمنفذ من منافذ الطاقة في إنقاص الوزن، هو دورٌ كبير ومدعوم جيدًا بالأدلة العلمية. النشاط البدني المنتظم لا يسهل حرق السعرات الحرارية فحسب، بل يعزز أيضًا وظائف التمثيل الغذائي ويحافظ على كتلة الجسم الهزيل، مما يساهم بشكل جماعي في إدارة الوزن بشكل فعال. لذلك بالنسبة للأفراد الذين يهدفون إلى فقدان الوزن بشكل مستدام، فإن دمج نظام تمرين منظم جنبًا إلى جنب مع نظام غذائي متوازن يظل استراتيجية قصوى.

شارك الموضوع ان اعجبك

تشير الارقام التي داخل النص الى بعض المصادر. عند الضغط عليها سوف تنقلك مباشرة الى موقع خارجي له سياسات خصوصية واستخدام تخصه. و ليست ضمن مسئوليتنا.

تنويه المعلومات الواردة في هذا المقال لاتتعدى ان تكون معلومات ثقافية فقط نحسبها من مصادر موثوقة. نحن لانقدم مشورات تخص الصحة سواءا طبية او علاجية، او ندعي صحة المعلومات الواردة في هذا المقال. ننصح القارئ، ونحمله مسئولية التحري عن صحة المعلومات الموردة هنا، ووجوب العودة لذوي الاختصاص في التعاطي مع اي منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *