الحمص هو أحد الأطعمة الشهية والمغذية التي تمتاز بشعبيتها الكبيرة في مختلف المطابخ العالمية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط. يُعرف بكونه مكونًا أساسيًا في العديد من الأطباق مثل الحمص المهروس والفلافل، ويُعتبر مصدرًا غنيًا بالبروتينات النباتية والألياف الغذائية، مما يجعله خيارًا مثاليًا للنباتيين ولمحبي الطعام الصحي.
لا يقتصر الأمر على مذاقه اللذيذ فقط، بل إنه يحمل في طياته فوائد صحية متعددة، بدءًا من تعزيز صحة القلب وتحسين عملية الهضم وصولًا إلى تقوية العظام ودعم الجهاز المناعي. ومع ذلك، فإن تناوله بكميات كبيرة قد يتسبب في بعض الآثار الجانبية غير المرغوب فيها. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل الفوائد الصحية للحمص، وأبرز العناصر الغذائية التي يحتويها، بالإضافة إلى الآثار الجانبية المحتملة لتناوله بكثرة، لنقدم لك رؤية شاملة حول هذا الغذاء الرائع.
محتويات الموضوع
ماهو الحمص؟
الحمص هو نبات شجيري يتراوح طوله بين 20 إلى 50 سم، واسمه العلمي Cicer arietinum، وينتمي إلى عائلة البقوليات. يُعرف الحمص بتنوع أنواعه، حيث يوجد الحمص الأبيض الشائع الذي يُعرف بحبته السكرية، بالإضافة إلى أنواع أخرى مثل الحمص الداكن الذي يميل لونه إلى السواد، والحمص الأخضر، والأحمر. يتميز النبات بأوراقه الصغيرة ذات الحواف المشرشرة، والتي قد تكون أكبر حجمًا في بعض الأنواع. كما ينتج النبات أزهارًا بألوان متنوعة، منها الأبيض والبنفسجي والأرجواني المائل إلى الزرقة، وذلك حسب النوع. تحمل الشجيرة قرونًا تحتوي على حبة أو حبتين من حبوب الحمص بداخلها.[1]“garden organic”الحمص
هذا الرابط سوف ينقلك الى موقع خارجي له سياسة خصوصية وشروط خاصة
يشتهر الحمص بزراعته في مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط والهند، حيث تعد الهند واحدة من أكبر المنتجين لهذا المحصول. يستخدم الحمص في أطباق عديدة حول العالم، سواء كان طازجًا أو مجففًا، إلا أن الحبوب المجففة هي الأكثر شيوعًا. يدخل الحمص في تحضير العديد من الأطباق الشهيرة مثل الحمص بالطحينة، ويُضاف إلى الشوربات واليخنات، كما يُستخدم في صناعة الخبز الخالي من الجلوتين، مما يجعله خيارًا صحيًا للأشخاص الذين يعانون من حساسية الجلوتين.
العناصر الغذائية ومركبات الحمص
الحمص هو كنز غذائي غني بالعناصر والمركبات المفيدة لصحة الجسم، مما يجعله مكونًا رئيسيًا في الأنظمة الغذائية الصحية. يحتوي الحمص على مجموعة متنوعة من المغذيات الأساسية التي تساهم في دعم وظائف الجسم وتعزيز الصحة العامة. إليك أبرز العناصر الغذائية والمركبات الموجودة في الحمص:
- البروتينات النباتية
يُعتبر الحمص مصدرًا ممتازًا للبروتينات النباتية، مما يجعله خيارًا مثاليًا للنباتيين والأشخاص الذين يسعون إلى تقليل استهلاك البروتين الحيواني. يحتوي كوب من الحمص المطبوخ (حوالي 164 غرامًا) على ما يقارب 15 غرامًا من البروتين. - الألياف الغذائية
الحمص غني بالألياف الغذائية التي تساهم في تحسين عملية الهضم، وتعزيز الشعور بالشبع، وتنظيم مستويات السكر في الدم. كوب واحد من الحمص يوفر حوالي 12 غرامًا من الألياف، وهو ما يغطي نسبة كبيرة من الاحتياج اليومي. - الفيتامينات
- فيتامين B6: يساعد في دعم وظائف الدماغ وصحة الجهاز العصبي.
- حمض الفوليك (فيتامين B9): ضروري لصحة النساء الحوامل، حيث يساهم في تقليل مخاطر العيوب الخلقية.
- فيتامين Cو E و K: تعمل كمضادات أكسدة تحمي الخلايا من التلف وتعزز صحة الجلد والعظام.
- المعادن
- الحديد: يعزز إنتاج خلايا الدم الحمراء ويحارب فقر الدم.
- المغنيسيوم: يدعم صحة العظام والعضلات ويحسن وظائف القلب.
- البوتاسيوم: يساعد في تنظيم ضغط الدم وصحة الأعصاب.
- الزنك: يقوي المناعة ويساعد في التئام الجروح.
- الكربوهيدرات المعقدة
الحمص يحتوي على الكربوهيدرات المعقدة التي توفر طاقة مستدامة للجسم وتمنع التقلبات السريعة في مستويات السكر في الدم. - الدهون الصحية
الحمص يحتوي على نسبة ضئيلة من الدهون الصحية، وهي ضرورية لدعم وظائف الجسم دون التأثير على مستويات الكوليسترول. - المركبات النباتية النشطة
- مضادات الأكسدة: مثل الفلافونويدات والبوليفينولات التي تحارب الجذور الحرة وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
- السابونينات: تساهم في خفض مستويات الكوليسترول وتحسين صحة القلب.
هذا التوازن الغذائي المثالي يجعل الحمص غذاءً متعدد الفوائد يمكن دمجه بسهولة في النظام الغذائي اليومي.

فوائد الحمص الصحية
الحمص من الأطعمة التي تمتاز بقيمتها الغذائية العالية، مما يجعله غذاءً مثاليًا لتعزيز الصحة والوقاية من العديد من الأمراض. بفضل محتواه الغني من الفيتامينات، والمعادن، والألياف، والمركبات النشطة، يمكن اعتباره إضافة ممتازة لأي نظام غذائي.[2]“المكتبة الوطنية للطب”القيمة الغذائية والفوائد الصحية للحمص
هذا الرابط سوف ينقلك الى موقع خارجي له سياسة خصوصية وشروط خاصة من أبرز فوائد الحمص الصحية:
1. المساهمة في تخفيف الوزن
يعد الحمص غذاءً مثاليًا لدعم برامج تخفيف الوزن، حيث يحتوي على كميات عالية من الألياف الغذائية والبروتين. تساعد الألياف في تعزيز الشعور بالشبع لفترات أطول، مما يقلل من الرغبة في تناول الطعام. كما يزيد البروتين من مستويات هرمونات الشبع، مما يساهم في تنظيم الشهية بشكل طبيعي.
2. تعزيز صحة الجهاز الهضمي
الألياف القابلة للذوبان في الحمص تلعب دورًا هامًا في تحسين صحة الجهاز الهضمي، حيث تعمل على تغذية البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يعزز التوازن البكتيري ويقلل من نمو البكتيريا الضارة. هذه العملية تساعد في الوقاية من مشكلات الجهاز الهضمي مثل الإمساك ومتلازمة القولون العصبي، بالإضافة إلى تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القولون.
3. تحسين صحة القلب
يُعرف الحمص بمحتواه الغني من المغنيسيوم والبوتاسيوم، وهما عنصران أساسيان في دعم صحة القلب. يساعد المغنيسيوم في تنظيم ضربات القلب، بينما يعمل البوتاسيوم على خفض ضغط الدم. إضافة إلى ذلك، فإن الألياف القابلة للذوبان تساعد في تقليل مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
4. مصدر نباتي للبروتين عالي الجودة
يُعد الحمص واحدًا من أغنى المصادر النباتية بالبروتين، مما يجعله غذاءً مثاليًا للنباتيين. يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية، باستثناء الميثيونين. يساعد البروتين في بناء العضلات والعظام، ويعتبر خيارًا ممتازًا للرياضيين والأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا صحيًا.
5. تنظيم مستويات السكر في الدم
الحمص من الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض، مما يعني أنه يساهم في استقرار مستويات السكر في الدم. الألياف والبروتين الموجودان في الحمص يساعدان على تقليل امتصاص السكر، مما يجعله خيارًا مناسبًا لمرضى السكري أو للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة به.
6. تعزيز صحة العظام
الحمص غني بعناصر أساسية مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والزنك، وهي عناصر ضرورية للحفاظ على قوة العظام وكثافتها. تناول الحمص بانتظام يساهم في الوقاية من هشاشة العظام، خاصة لدى النساء بعد انقطاع الطمث.
7. الوقاية من السرطان
يحتوي الحمص على مركبات مضادة للأكسدة مثل فيتامين C والصابونينات، وهي مواد ثبتت فعاليتها في مكافحة بعض أنواع السرطانات. كما يعزز الحمص إنتاج حمض الزبدة (البوتيرات) في الأمعاء، وهو حمض دهني يحمي القولون من الالتهابات وقد يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون.
8. تحسين صحة البشرة
الفيتامينات والمعادن الموجودة في الحمص، مثل الزنك وفيتامين E، تساعد في تعزيز صحة الجلد وتقليل الالتهابات الجلدية. كما أن مضادات الأكسدة تعمل على مكافحة علامات الشيخوخة وحماية البشرة من تأثير الجذور الحرة.
الآثار الجانبية للحمص
بالرغم من الفوائد الصحية العديدة للحمص، إلا أن تناوله قد يتسبب في بعض الآثار الجانبية لدى بعض الأشخاص، خاصة عند الإفراط في استهلاكه أو في حالات طبية معينة. فيما يلي أبرز هذه الآثار:
يحتوي الحمص على سكريات معقدة يصعب هضمها وتؤدي إلى الغازات المعوية وعدم الراحة عند الإفراط في تناوله. تقل هذه الأعراض عندما يكون الحمص عضويا.
ينصح بتناول الحمص العضوي خصوصا للذين يعانون من متلازمة القولون العصبي، كما ينصح بعدم تناول الحمص المعلب، او المختلط بمواد قد تزعج من لديه متلازمة (IBS).
الحمص يحتوي على البوتاسيوم. لاينصح بالإفراط فيه بالنسبة للذين يتعاطون ادوية حاصرات بيتا وهي نوع من الأدوية التي توصف غالبًا لأمراض القلب.
يحتوي الحمص على حمض الفيتيك مثل البقوليات الأخرى. والذي يمنع امتصاص العناصر الغذائية، ويقوي من اعراض الإضطرابات المعوية. لذا يجب نقع الحمص في الماء بعد غسله لمدة تتراوح بين 4 الى 8 ساعات او اكثر ثم يشطف ويتم طهيه.
اسئلة شائعة حول الحمص
ما هي الفوائد الصحية الرئيسية لتناول الحمص؟
الحمص غني بالبروتينات والألياف والفيتامينات والمعادن، مما يعزز صحة القلب، ويحسن الهضم، ويساعد في إدارة الوزن، وينظم مستويات السكر في الدم.
هل الحمص مناسب لمرضى السكري؟
نعم، الحمص مناسب لمرضى السكري بسبب مؤشره الجلايسيمي المنخفض، مما يساعد في استقرار مستويات السكر في الدم.
هل يمكن تناول الحمص يوميًا؟
نعم، يمكن تناول الحمص يوميًا بكميات معتدلة كجزء من نظام غذائي متوازن، بشرط عدم وجود حساسية أو مشكلات طبية تمنع ذلك.
هل الحمص يؤثر على الكلى؟
قد يؤدي الإفراط في تناول الحمص إلى زيادة حمض اليوريك، مما قد يسبب حصوات الكلى لدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلات سابقة في الكلى.
هل الحمص مناسب للأطفال؟
نعم، الحمص غذاء صحي للأطفال لأنه يوفر العديد من العناصر الغذائية، لكن يُفضل تقديمه مطهوًا ومهروسًا لتجنب خطر الاختناق.
هل يمكن تناول الحمص النيء؟
لا يُنصح بتناول الحمص النيء لأنه يحتوي على مركبات قد تكون صعبة الهضم، لذلك يجب طهيه جيدًا قبل تناوله.
خلاصة
اضافة الحمص الى نظامك الغذائي يمكن أن يوفر مجموعة من الفوائد الصحية، وذلك بفضل محتواه العالي من الألياف والبروتين والمغذيات الأساسية. من دعم إدارة الوزن إلى تعزيز صحة الجهاز الهضمي، كما يعتبر الحمص خيارًا متعدد الاستخدامات ومغذيًا. ومع ذلك، كما هو الحال مع أي طعام، فإن الاعتدال هو المفتاح، ومن المهم أن تكون على دراية بأي حساسية فردية أو تأثيرات هضمية محتملة. من خلال فهم كل من الفوائد والآثار السلبية، يمكنك اتخاذ قرار مستنير بشأن تضمين الحمص في وجباتك اليومية للحصول على نمط حياة متوازن ومفيد للصحة.