السيلينيوم: دوره في صحة الجسم وآثار نقصه او زيادته

يعد السيلينيوم أحد العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم بكميات صغيرة للحفاظ على وظائفه الحيوية، ولكنه يلعب دورًا حاسمًا في العديد من العمليات البيولوجية. يدخل السيلينيوم في تركيب الإنزيمات المضادة للأكسدة التي تحمي الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة، كما يساهم في تخليق الحمض النووي، وتعزيز وظيفة الغدد الصماء، ودعم جهاز المناعة. ومن أبرز أدواره أيضًا أنه يساهم في استقلاب هرمونات الغدة الدرقية، مما يؤثر بشكل مباشر على عمليات التمثيل الغذائي والطاقة.

سوف نستعرض معا أهمية السيلينيوم، أعراض نقصه وزيادته، وتأثيراته على صحة الجسم، بالإضافة إلى النصائح لضمان تناول كميات مناسبة من هذا المعدن الأساسي.

ما هو السيلينيوم وما دوره؟

هو معدن نادر يتواجد طبيعيًا في التربة والمياه، مما يجعله أكثر شيوعًا في النباتات والكائنات البحرية، وكذلك في الحيوانات التي تتغذى على مصادر غذائية غنية بهذا العنصر. يُعتبر السيلينيوم من العناصر الأساسية والهامة لصحة الإنسان، حيث يؤثر نقصه أو زيادته بشكل كبير على الوظائف الحيوية للجسم.

اكتشاف السيلينيوم وتطوره التاريخي
تم اكتشاف السيلينيوم عن طريق الكيميائي السويدي جاكوب برزيليوس في عام 1817 في مدينة جريبشولم السويدية. في البداية، تم اعتباره مادة سامة حتى تم التعرف عليه كعنصر مستقل. وفي عام 1973، تم اكتشاف دوره البيولوجي الحاسم عندما تبين أنه جزء من الإنزيم النشط المعروف باسم جلوتاثيون بيروكسيديز، وهو إنزيم مضاد للأكسدة يحمي الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة.

الدور الحيوي للسيلينيوم
يلعب السيلينيوم دورًا مهمًا كمضاد قوي للأكسدة، مما يساعد في حماية الخلايا والأنسجة من الضرر التأكسدي. كما يساهم في دعم جهاز المناعة، وتنظيم عمل الغدد الصماء، وتخليق الحمض النووي. كما يعد مكونًا أساسيًا لأكثر من 20 نوعًا من البروتينات المحتوية على السيلينيوم (سيلينوبروتينات)، والتي تؤدي أدوارًا متعددة تشمل دعم وظائف التكاثر، وتنظيم استقلاب هرمونات الغدة الدرقية.

أنواع السيلينيوم وأهميته الغذائية
يتواجد هذا المعدن في الطبيعة بصيغتين رئيسيتين:

  1. غير العضوية: تشمل سيلينات وسيلينيت، وتتواجد في التربة.
  2. العضوية: تشمل سيلينوميثيونين وسيلينوسيستين، وتوجد في النباتات، حيث يتم تحويل الشكل غير العضوي إلى عضوي. كلا النوعين يُعتبران مصادر غذائية جيدة للسيلينيوم.

الاحتياج اليومي للسيلينيوم
يحتاج البالغون إلى حوالي 55 ميكروغرامًا من السيلينيوم يوميًا. يمكن الحصول على هذا المعدن من مجموعة متنوعة من الأطعمة، بما في ذلك المكسرات البرازيلية، والأسماك مثل التونة والسلمون، والبذور مثل عباد الشمس والشيا، والخضروات مثل السبانخ والمشروم. ومع ذلك، هناك مناطق في العالم تحتوي تربتها على مستويات منخفضة من السيلينيوم، مما يؤدي إلى نقص غذائي قد يسبب اضطرابات صحية.[1][NIH]السيلينيوم وصحة الإنسان
هذا الرابط سوف ينقلك الى موقع خارجي له سياسة خصوصية وشروط خاصة

أهمية توازن السيلينيوم في الجسم

الحفاظ على توازن السيلينيوم في الجسم يعد أمرًا بالغ الأهمية للصحة العامة. إذ يمكن أن يؤدي نقصه إلى مشاكل صحية خطيرة مثل ضعف المناعة، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات العضلات. من ناحية أخرى، قد يكون ارتفاع مستوياته ضارًا، حيث يمكن أن يسبب التسمم، واضطرابات في الجهاز العصبي، وتساقط الشعر.

تشير الدراسات الحديثة إلى وجود علاقة محتملة بين نقص السيلينيوم وزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان والسكري من النوع الثاني، إلا أن هذه النتائج تحتاج إلى المزيد من البحث لتأكيدها.

ونظرًا لأن الجسم لا يستطيع إنتاجه بنفسه، فإنه يجب الحصول عليه من خلال نظام غذائي غني بهذا العنصر الأساسي. تشمل الأطعمة الغنية بالسيلينيوم المكسرات البرازيلية، والبذور مثل الشيا وعباد الشمس، والأسماك مثل التونة والسلمون، واللحوم والدواجن التي تعتمد على نظام غذائي غني بالسيلينيوم. كما يمكن العثور عليه في الخضروات مثل السبانخ والفطر، مما يبرز أهمية تناول نظام غذائي متوازن لتلبية احتياجات الجسم اليومية.

اطعمة السيلينيوم

أعراض وآثار نقص السيلينيوم

أظهرت البحوث دورًا فعّالًا للسيلينيوم في دعم وظائف الجسم الحيوية، على الرغم من أن الدراسات حوله لا تزال مستمرة بشكل مكثف.[2][NIH]السيلينيوم: عنصر للحياة
هذا الرابط سوف ينقلك الى موقع خارجي له سياسة خصوصية وشروط خاصة
ما تم اكتشافه حتى الآن يسلط الضوء على تأثير نقصه في ظهور اختلالات وظيفية وأعراض مرضية متعددة.

تأثير نقص السيلينيوم على المناعة

تشير الدراسات إلى أن السيلينيوم يعزز جهاز المناعة من خلال تحفيز الأجسام المضادة على محاربة الأجسام الغريبة مثل الفيروسات والبكتيريا والفطريات. كما يعمل كمضاد قوي للأكسدة، ما يساعد في تقليل الإجهاد التأكسدي ومكافحة الشوارد الحرة. لذلك، يرتبط نقصه بضعف المناعة وظهور أمراض التهابية مثل التهابات المفاصل، والنقرس، والذئبة، والربو.

السيلينيوم والغدة الدرقية

يلعب السيلينيوم دورًا رئيسيًا في عملية التمثيل الغذائي لهرمونات الغدة الدرقية. فهو يساعد الغدد على أداء وظائفها بفعالية، مما يقي من أمراض الغدة مثل قصور الغدة الدرقية. نقص ذلك المعدن قد يؤدي إلى ضعف الغدة، تساقط الشعر، وأعراض أخرى ذات صلة.

السيلينيوم والخصوبة

أشارت أبحاث إلى أن السيلينيوم له تأثير إيجابي على الخصوبة والإنجاب. نقص هذا العنصر قد يكون أحد أسباب العقم عند الرجال والنساء.

التأثير العصبي لنقص السيلينيوم

يرتبط السيلينيوم البلازمي بوظائف الجهاز العصبي، وتشير بعض البحوث إلى أن هذا العنصر قد يقي من مرض الزهايمر. لذلك، قد تشمل أعراض نقص السيلينيوم الضبابية العقلية والاضطرابات المعرفية.

أعراض أخرى لنقص السيلينيوم

تشمل أعراض نقصه:

  • التعب وضعف العضلات، بما في ذلك ضعف عضلة القلب.
  • مرض كاشين بيك، وهو مرض يصيب العظام.
  • زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
  • احتمال ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.

أعراض زيادة السيلينيوم (التسمم)

كما أن نقص السيلينيوم يسبب مشكلات صحية، فإن زيادته في الجسم يمكن أن تكون خطيرة وتؤدي إلى التسمم. تسمم السيلينيوم يشبه في أعراضه التسمم بالزرنيخ، حيث يعمل على تثبيط نشاط مجموعات الأحماض الأمينية الكبريتية. لذلك، يُوصى بعدم تناول مكملات السيلينيوم إلا تحت إشراف طبي.

اهم أعراض زيادة السيلينيوم:

  • اضطرابات الجهاز الهضمي (مثل الغثيان والإسهال).
  • الحمى والشعور بالإعياء.
  • تساقط الشعر.
  • رائحة نفس كريهة تشبه رائحة الثوم.
  • مشاكل في الكلى والكبد (مثل تليف الكبد).
  • وذمة رئوية، والتي قد تكون قاتلة في الجرعات العالية.
  • الاعتلال العصبي وصعوبة التركيز.

الحفاظ على توازن هذا المعدن في الجسم ضروري لصحة الجسم، لذلك ينبغي الالتزام بتناول الكميات الموصى بها وتجنب أي مكملات إضافية دون استشارة طبية.

تعارض السيلينيوم مع بعض العقاقير

هناك بعض العقاقير التي قد يزيد السيلينيوم في فاعليتها، مثل ادوية سيولة الدم ومضادات التخثر. قد يقلل من فاعلية، ادوية منع الحمل، ومثبطات المناعة، والنياسين، وخافظات الكوليسترول، و بعض المكملات، مثل النحاس. كما قد يقلل الزنك، والاحماض الدهنية اوميقا3، من فاعلية السيلينيوم.

حول السيلينيوم: إجابات الأسئلة الشائعة

ما هي الكمية اليومية الموصى بها من السيلينيوم للبالغين؟

الكمية اليومية الموصى بها من السيلينيوم للبالغين هي حوالي 55 ميكروغرامًا. وقد تحتاج النساء الحوامل والمرضعات إلى كميات أكبر قليلاً، تصل إلى 60-70 ميكروغرامًا، لدعم نمو الجنين وإنتاج الحليب.

هل يمكن تشخيص نقص السيلينيوم من خلال تحليل الدم؟

نعم، يمكن تشخيص نقص السيلينيوم من خلال تحليل الدم الذي يقيس مستويات السيلينيوم في البلازما أو المصل. استشارة الطبيب ضرورية للحصول على تشخيص دقيق وخطة علاج مناسبة.

من هم الأكثر عرضة لخطر نقص السيلينيوم؟

الأشخاص الأكثر عرضة لخطر نقص السيلينيوم هم الذين يعيشون في مناطق تعاني تربتها من نقص السيلينيوم، والذين يعانون من اضطرابات الجهاز الهضمي مثل مرض كرون، وأولئك الذين يخضعون لغسيل الكلى.

ما هي مصادر السيلينيوم الطبيعية للنباتيين؟

يمكن للنباتيين الحصول على السيلينيوم من مصادر نباتية مثل المكسرات البرازيلية، وبذور عباد الشمس، والأرز البني، والسبانخ، والفطر. وتعتمد كمية السيلينيوم في هذه الأطعمة على التربة التي نمت فيها.

هل مكملات السيلينيوم آمنة للجميع؟

مكملات السيلينيوم آمنة عمومًا إذا تم تناولها ضمن الحدود الموصى بها. ومع ذلك، فإن الإفراط في تناولها يمكن أن يؤدي إلى التسمم بالسيلينيوم. يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب قبل بدء أي مكملات، خاصة في حالة وجود حالات صحية مزمنة.

ما هي العلامات المبكرة لتسمم السيلينيوم؟

تشمل العلامات المبكرة لتسمم السيلينيوم رائحة نفس تشبه الثوم، وطعمًا معدنيًا، واضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الغثيان والإسهال. يمكن أن تؤدي الجرعات الزائدة طويلة الأمد إلى أعراض أكثر خطورة، مثل تلف الجهاز العصبي.

كيف يؤثر نقص السيلينيوم على الصحة النفسية؟

قد يساهم نقص السيلينيوم في اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب والقلق بسبب زيادة الإجهاد التأكسدي والالتهابات. تناول السيلينيوم بكمية كافية يدعم صحة الدماغ والوظائف المعرفية.

خاتمة

الحفاظ على توازن نسبة السيلينيوم المناسبة أمر بالغ الأهمية للصحة المثالية. حيث يمكن أن يؤدي نقصه وفائضه إلى مجموعة من الآثار الصحية الضارة. لقد تم ربط نقص السيلينيوم بحالات مثل ضعف الوظائف الادراكية ومرض كاشين بيك، اللذين يؤثران في الغالب على القلب والمفاصل، على التوالي. من ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي الإفراط في تناوله إلى الإصابة بداء السيلينيوم، الذي يتميز بأعراض مثل اضطرابات الجهاز الهضمي، وفقدان الشعر، وحتى الأضرار العصبية. لذلك، لا بد من تحقيق كمية متوازنة من السيلينيوم من خلال التخطيط والمراقبة الغذائية الدقيقة لمنع ظهور المضاعفات الصحية ذات العلاقة.

السيلينيوم: الأهمية والتوقعات للمكملات
Selenium: Significance, and outlook for supplementation

خطر نقص السيلينيوم المتوقع أن يزيد في ظل تغير المناخ المستقبلي
Selenium deficiency risk predicted to increase under future climate change

السيلينيوم في جهاز المناعة
Selenium in the Immune System

مرض السيلينيوم والغدة الدرقية: من الفيزيولوجيا المرضية إلى العلاج
Selenium and Thyroid Disease: From Pathophysiology to Treatment

دور السيلينيوم في الحمل والحمل البشري
The role of selenium in human conception and pregnancy

اضطرابات العضلات الهيكلية المرتبطة بنقص السيلينيوم في البشر
Skeletal muscle disorders associated with selenium deficiency in humans

الأدوار المحتملة للسيلينيوم والبروتينات السلينوبرية في الوقاية من مرض الزهايمر
Potential Roles of Selenium and Selenoproteins in the Prevention of Alzheimer's Disease

السيلينيوم للوقاية من السرطان
Selenium for preventing cancer

7 آثار لزيادة السيلينيوم
7 Effects of Excess Selenium

تنويه المعلومات الواردة في هذا المقال لاتتعدى ان تكون معلومات ثقافية فقط نحسبها من مصادر موثوقة. نحن لانقدم مشورات تخص الصحة سواءا طبية او علاجية، او ندعي صحة المعلومات الواردة في هذا المقال. ننصح القارئ، ونحمله مسئولية التحري عن صحة المعلومات الموردة هنا، ووجوب العودة لذوي الاختصاص في التعاطي مع اي منها. كذلك لانؤيد او نوصي بأي منتج يظهر على الموقع.

تشير الارقام التي داخل النص الى بعض المصادر. عند الضغط عليها سوف تنقلك مباشرة الى موقع خارجي له سياسات خصوصية واستخدام تخصه. و ليست ضمن مسئوليتنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *