ساد الاعتقاد منذ فترة طويلة أن الأعشاب والتوابل تقدم دورًا أكبر بكثير من منح النكهة اللذيذة. حيث استخدمت الثقافات حول العالم الأعشاب والتوابل في مجموعة كبيرة من الأنشطة، منها العلاج الطبي و الممارسات الطقسية. في الواقع ، كانت التوابل هي التي ألهمت المستكشفين الإسبان للسفر غربًا واكتشاف ما يُعرف الآن باسم أمريكا. هذه المكونات العشبية التي نكاد نستخدمها بشكل يومي لها هالة من السحر والغموض المحيط بها، حتى انا جعلنا لها يوم عالمي. ويتسائل الكثير من الناس عن أنواع الخصائص العلاجية لها.
محتويات الموضوع
لاشك أن العديد من الأعشاب والتوابل لها ارتباطات صحية إيجابية، غير ان بعضها يرتبط بالسرطان بشكل خاص. اخترنا اهم تلك الأعشاب والتوابل التي قد تقلل من خطر الإصابة بالسرطان حسب ما اشارت اليه الابحاث.
ماهو الفرق بين التوابل والاعشاب؟
في حقيقة الامر ليس هناك فرق جوهري بين التوابل والاعشاب، وقد قيل الكثير حول الفرق بينهما ولكنه لايعتبر فرقا حقيقيا الا في طريقة الاستخدام. يقال تأتي الأعشاب والتوابل من أجزاء مختلفة من النبات. قد يطلق العشب على الجزء الأخضر المورق من النبات. ومن الأمثلة الريحان وإكليل الجبل والمريمية والزعتر والبقدونس والأوريغانو، والكثير. وقد تسمى الاعشاب الجافة او التي يعود مصدرها الى جذر أو جذع أو بذرة أو فاكهة أو زهرة أو لحاء الشجرة أو النبات بالتوابل، ومن الأمثلة القرفة والزنجبيل والفلفل الأسود واليانسون والكركم وغيرها. نستطيع ان نقول الى كل مايضاف الى الطعام كمنكه هو من التوابل وقد ينطبق ذلك حتى على الملح، والسكر ايضا. وكل ما يصنع منه شايا يطلق عليه عشبا كالشاي المعروف وغيره.
اهم الاعشاب والتوبل المكافحة للسرطان
لاشك في ان للكثير من الاعشاب والتوابل اثر كبير في مكافحة العديد من الامراض المزمنة وغيرها، كما انها كانت هي الصيدلية الدوائية التي اعتمدت عليها العديد من الثقافات في علاج الكثير من الامراض، وهذا ما ايدته الابحاث لاحقا.[1]
سوف نذكر اليوم اهم سبعة من الاعشاب والتوابل التي تويدها الابحاث في انها تكافح العديد من الامراض السرطانية وهي:
الكركم
يحتوي الكركم على مدة الكركمين الذي يعطي الكركم لونه الأصفر. يعتبر الكركمين من أقوى مضادات الالتهاب في العالم اليوم، ولمضادات الالتهاب أثر كبير وإيجابي في الوقاية من السرطان من خلال إبطال شبكة الأوعية الدموية التي تغذي الخلايا السرطانية.[2]
تظهر الدراسات التي أجريت على الحيوانات والمختبرات أن الكركم يمكن أن يساعد في منع نمو السرطان وقتل بعض الخلايا السرطانية، لكن لا يعرف ما إذا كان له نفس التأثير على البشر. كما ان هناك ابحاث تشير الى ان هناك بعض الاثر للكركمين عند اقترانه بالعلاجات التقليدية للسرطان.
الثوم
يحتوي الثوم على مادة كيميائية تسمى مركبات الكبريت العضوي. يحتوي الكبريت العضوي على خصائص تقوي المناعة ومضادة للسرطان والتي قد تقلل أو تعوق تطور الأورام.[3]
أشارت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن مركبات الثوم تقلل من تطور العديد من أنواع السرطان. ظهر هذا في الدراسات الخلوية والحيوانية، ان مركبات الأليوم التي يحتوي عليها الثوم لها تأثيرات متعددة يمكن أن تلعب دورًا في الوقاية من السرطان.
اشارت معظم الدراسات البشرية المتعلقة بالثوم من خلال مقارنة السكان الذين يستهلكون كميات كبيرة من الثوم بأولئك الذين يأكلون القليل من الثوم. أن الثوم قد يكون مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. رغم انها تفتقر الى الدقة كونها تعتمد على ذاكرة البشر حين سؤالهم على نظامهم الغذائي ومدى اعتماده على الثوم.
الزنجبيل
الزنجبيل سواءً أكان طازجًا أم مجففًا، فهو يحتوي على مضادات أكسدة كبيرة وله خصائص مضادة للالتهابات. الزنجبيل له طعم قوي وهو عشب متعدد الاستعمالات ويتمتع بالعديد من الفوائد الصحية.[4]
الزنجبيل بسبب خصائصه المضادة للالتهابات والغثيان، يعتبر من العناصر التي تساعد في مكافحة بعض انواع السرطانات.
الهيل
تفيد الابحاث ان بعض المركبات الموجودة في الهيل قد تحارب السرطان وتوقف نمو الأورام غير ان اكثر التجارب اجريت على الفئران وأنابيب الاختبار.
هناك مركب طبيعي موجود في الهيل و بعض النباتات يسمى (الهيلامين)، قد يتمتع بإمكانات علاجية لسرطان الثدي الثلاثي السلبي، وفقًا لدراسة جديدة باستخدام الخلايا السرطانية البشرية. كما اظهرت النتائج أن المركب يستهدف الجين الذي يساعد الخلايا السرطانية على التملص من جهاز المناعة.
المردقوش
يحتوي المردقوش على مركبات ومضادات اكسدة قوية قد تساعد على مكافحة بعض السرطانات وفق ما ذكرت بعض الدراسات. [5]
الزعفران
يحتوي الزعفران على الكاروتينات القابلة للذوبان في الماء والتي تسمى الكروسين. التي تشير الابحاث انها قد تمنع نمو الورم وتطور السرطان.[6]
في دراسات متعددة، وجد العلماء أن الزعفران لديه قدرة فريدة على إبطاء وعكس نمو السرطان. كما تشمل الخصائص الوقائية للسرطان في الزعفران تثبيط تعزيز الأورام ومنع التعديلات الكيميائية على الحمض النووي التي يمكن أن تنشط جينات السرطان أو تحفز طفرات جديدة مسببة للسرطان. بالإضافة إلى ذلك، فقد ثبت أن الزعفران يساعد في تقليل الآثار الضارة التي تنتجها أدوية العلاج الكيميائي.
الزعتر
يحتوي الزعتر على مادة التربينويدات، وهي مجموعة من المواد الكيميائية النباتية التي يمكن أن تعمل كمضادات للأكسدة وقد تحمي الخلايا من السرطان.
الاثر العلاجي للتوابل والاعشاب
هناك العديد من التوابل والاعشاب والاغذية التي تحتوي على مضادات للاكسدة ومركبات مكافحة للإلتهابات. ولكل منها فوائد وآثار جانية ايضا.
وبما ان الحديث عن التوابل والاعشاب تثبت الابحاث وتشير الى العديد منها في فاعليته وقدرته على مكافحة الالتهابات ومضادات الاكسدة التي بالتالي تساعد على الصحة بشكل عام. غير ان هناك طرق لتناولها لغرض العلاج تحتاج الى استشارة اختصاصية.[7]
تعتبر هذه التوابل والاعشاب إضافة رائعة إلى النظام الغذائي للفرد. غير انه في حين أنها بداية رائعة لاتباع نظام غذائي صحي، من المهم أن تتذكر أن لانغفل الاستشارة الطبية في حال استخدامها للعلاج، كذلك لاينبغي نسيان التدابير الوقاية مثل تجنب كل ما من شأنه الاضرار بالصحة، كالتدخين على سبيل المثال.
خاتمة
إن دمج هذه الأعشاب والتوابل السبعة في نظامك الغذائي يمكن أن يكون استراتيجية قوية في الوقاية من السرطان. توفر خصائصها الطبيعية العديد من الفوائد الصحية، وتعزيز استهلاكها المنتظم يمكن أن يساهم في العافية الشاملة. وكما هو الحال دائمًا، من الضروري استشارة المتخصصين في الرعاية الصحية عند إجراء تغييرات بشكل معين على نظامك الغذائي أو معالجة مخاوف صحية محددة. كما يبدو انه من خلال نهج متوازن يتضمن هذه المكونات الطبيعية القوية، يمكننا اتخاذ خطوات استباقية نحو الحفاظ على صحتنا العامة والحد من خطر الإصابة بالسرطان.
